صحيفة النهار:
الجلسة "التربويّة" للحكومة مؤجّلة والأزمة تتفاقم
لا تلغي الايجابيات التي تحققها زيارة الرئيس ميشال عون لدولة الكويت الأزمات التي يشهدها الداخل انطلاقاً من أزمة مرسوم الاقدمية وتردداتها في مجمل القطاعات، مروراً بتجدد كارثة النفايات، وصولا الى المشكلة التربوية المتفاقمة والتي تشهد اليوم انقساماً حاداً بين معلمين داعين الى اضراب وادارات تعتبر التعليم عاديا ولجان أهل تتحرك في اتجاهات مختلفة.
فقد أثمرت الخلوة التي جمعت أمس رئيس الجمهورية وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، في قصر البيان، اتفاقاً على تعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات. وأبلغ أمير الكويت عون انه أَعطى توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية لتحريك المساعدات الاقتصادية للبنان والاستجابة لحاجاته.
أمّا تربوياً، فلا جلسة لمجلس الوزراء غداً لأن رئيس الجمهورية في الكويت ورئيس الوزراء سعد الحريري في دافوس، وجلسة الخميس المقبل ستبحث حتماً في قانون الانتخاب بعد توقيع الرئيس عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في ظل خلاف بل خلافات حالية ومقبلة على عدد من الأمور التقنية والتنفيذية للقانون.
وبهذا تكون الجلسة الحكومية المخصصة للأزمة التربوية مؤجلة الى موعد غير محدد ومعها يتأكد أن الملف التربوي، بل الأزمة التربوية المستجدة، لم تستوِ على طاولة مجلس الوزراء على رغم الوعود المتكررة بتدخل الحكومة في تجنيب المجتمع اللبناني على كل مستوياته تداعيات هذه الأزمة. ادارات المدارس في مواجهة مأزق مالي وأزمة علائقية وتالياً تربوية، والمعلمون في معترك الواجب والحقوق والاضراب والمواجهة، وأهالي التلامذة في معاناة تدفعهم الى الهجرة أو عدم الانجاب، وتجعلهم في حال عداء مع المدارس والمعلمين.
والأزمة التربوية التي تستمر جمراً تحت الرماد، تشهد اليوم فصلاً جديداً من المواجهة في اضراب المعلمين الذي سبقه الأهل عصر أمس بمؤتمر صحافي أكد رفض الزيادة على الاقساط المدرسية.
وهكذا تتبدى الأزمة التربوية مسألة ثلاثية البعد وتستمر فصولاً.
* في الفصل الأول الاضراب الذي ينفذه الأساتذة في المدارس الخاصة اليوم، يعقبه إضراب آخر لثلاثة أيام في 5 و6 و7 شباط، قبل اعلان الاضراب المفتوح للمطالبة بتنفيذ القانون 46 القاضي بدفع زيادات على الرواتب واعطاء ست درجات اضافية للأساتذة في القطاع الخاص أسوة بزملائهم في المدارس الرسمية في ظل وحدة التشريع في القطاع التربوي في القطاعين الرسمي والخاص.
واذا كانت الزيادات على أنواعها باتت حقاً مكتسباً للاساتذة والمعلمين في ظل القانون الجديد، فإن امتناع ادارات مدارس عدة عن سدادها لعدم قدرتها على تحمل تلك الاعباء من دون فرض زيادات باهظة على الاقساط يرفضها الاهالي، جعل المعلمين والادارات في مواجهة غير مستحبة، وفي حال من الجفاء بدأت تتبدى فصولاً في العلاقات اليومية اذ يرى الاساتذة في الادارات مؤسسات ظالمة تسرُق حقوقها، في مقابل اعتبار ادارات كثيرة أن المعلمين باضرابهم انما يعملون ضد مصالح المؤسسات التربوية التي يعتاشون منها ويمارسون عليهم ضغوطاً لعدم التزام الاضراب. وحاولت ادارات اقتطاع أيام من عطلة الميلاد ورأس السنة لمعاقبة الاساتذة وتعويض أيام الاضراب.
وبرزت في هذا الاطار مشكلة جديدة تمثلت في دفع مدارس عدة الزيادات كاملة مع الدرجات، فيما اعتبرت أخرى أن الدرجات غير ملزمة وطلبت رأي هيئة التشريع والاستشارات. وهذا الأمر ولّد انقساماً إضافياً في المدارس، لكنه أعطى دفعاً للمعلمين للمطالبة بالدرجات التي يعتبر دفعها في مؤسسات اقراراً بهذا الحق.
* الفصل الثاني من المشكلة يكمن في اقتراب آخر كانون الثاني وهو الموعد الذي يحدده القانون الرقم 515 في مادته الثالثة لتقدم كل مدرسة خاصة الى مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية، نسخة من موازنتها السنوية موقّعة من مدير المدرسة ورئيس لجنة الأهل أو من مندوبي اللجنة في الهيئة المالية… وأي زيادة على الأقساط المدرسية ترتبط بتلك الموازنة المشروطة بموافقة لجنة الأهل عليها. وهذا البند يضع أيضاً ادارات المدارس في مواجهة لجان الأهل التي ترفض الزيادات على الأقسام وخصوصاً بعد التلويح بأن الزيادات ستراوح بين مليون ليرة حداً أدنى وثلاثة ملايين في عدد من المدارس ما يعني تكبيد ذوي التلامذة أعباء إضافية.
* الفصل الثالث: الوعود التي تلقاها مسؤولو المدارس من رئيس الجمهورية بالنظر في كيفية تسديد الرواتب الجديدة مع الدرجات الست، واعتبارهم أن الرئيس منفتح على اقتراحهم مساهمة الدولة في أقساط التلامذة واعتبار التعليم منفعة عامة تستدعي مشاركة الدولة في تحمل أعبائها.
وكان وزير التربية مروان حمادة دعا الى لجنة تربوية جمعته مع ادارات المدارس ونقابة الملعمين ولجان الأهل لتقريب وجهات النظر، لكنها لم تبلغ أي نتيجة عملية، وتلاها اعلان حمادة أن الدولة غير قادرة على دفع مبالغ مالية في ظل العجز الذي تعانيه في الموازنة.
والوعود التي سمعها مسؤولو المدارس، أو وعدوا أنفسهم بها، أرجأت المشكلة الى حين، وينتظر هؤلاء وعداً بعقد جلسة حكومية مخصصة لملف التربية والاقساط والزيادات وقدموا اقتراحاً أن يتم تقسيط الدرجات الست على ثلاث سنوات في الحد الادنى، لأن اضطرار المدارس الى دفعها مرة واحدة سيضطر مدارس كثيرة الى الاقفال في نهاية السنة الدراسية الجارية.
وتشير أرقام اتحاذ المؤسسات التربوية الخاصة الى نحو 100 مدرسة مرشحة للاقفال وخصوصاً في المناطق البعيدة نسبياً عن العاصمة والمدن الكبرى وتلك التي لا يتجاوز عدد تلامذتها الـ500، ولا سيما منها المدارس الخاصة المجانية التي لا تدفع الدولة لها مستحقاتها الا متأخرة سنوات
صحيفة المستقبل:
الكويت عازمة على دعم الاقتصاد اللبناني.. و"المعلومات" تسترد أحد المشتبه بهم في تفجير صيدا
لبنان يسدّد حصته للمحكمة.. والحريري يترقب العدالة
لأنها من "المبادئ" الثابتة التي لا تخضع لأي من التسويات أو التفاهمات أو التنازلات المتعارف عليها في ميدان العمل السياسي، ولأنّ الاحتكام إلى ميزان العدل المنزّه عن التسييس والتسويف كان ويبقى الركن الأساس في مقاربة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، سدّد لبنان حصته من ميزانية المحكمة الخاصة به للعام الجاري وفق ما أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس "تأكيداً على الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي الذي أنشأ المحكمة" بحسب تشديد الحريري قبيل مغادرته للمشاركة في مؤتمر دافوس معرباً للمناسبة عن تطلعه "إلى اليوم الذي تقول فيه العدالة كلمتها" بشأن جريمة 14 شباط 2005.
وعلى الأثر، أعلنت المحكمة الدولية في بيان أنها تسلّمت من الحكومة اللبنانية مساهمة لبنان في ميزانيتها للعام 2018، من خلال تحويل كامل قيمة هذه المساهمة البالغة 533 827 28 يورو إلى الحساب المصرفي للمحكمة بما يشكّل 49% من ميزانيتها، لتتقدم في ضوء ذلك بالشكر إلى الحكومة اللبنانية لمساهمتها ولاستمرار التزامها ودعمها لعمل المحكمة الخاصة.
على صعيد آخر، وإنفاذاً للقانون في ملاحقة المجرمين الضالعين بتفجير صيدا الأخير الذي استهدف القيادي في "حماس" محمد حمدان، برز أمس استرداد شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي المدعو محمد يوسف الحجار المشتبه به في محاولة اغتيال حمدان.
وكانت السلطات التركية قد سارعت إلى توقيف الحجار استجابةً لطلب الرئيس الحريري إثر اكتشاف الأجهزة الأمنية ضلوعه في تفجير صيدا وفراره إلى الأراضي التركية، لتتم أمس عملية تسلّمه عبر مطار رفيق الحريري الدولي من الجانب التركي. وأفادت مصادر أمنية رفيعة "المستقبل" أنّ التحقيقات في شعبة المعلومات بدأت مع المشتبه به فور استرداده، رافضةً الإفصاح عن أي معطيات أولية في هذا المجال بانتظار انتهاء عملية التحقيق بشكلها السري والرسمي توصلاً إلى كشف كامل ملابسات الجريمة، بينما أكدت في ما يتعلق بالمشتبه به الرئيسي في هذه القضية محمد بيتيه أنه "لا يزال متوارياً في الخارج".
عون في الكويت
في الغضون، وعلى وقع تأكيد السفير الكويتي عبد العال القناعي على كون "العلاقات اللبنانية – الكويتية هي في أفضل حالاتها"، برزت الحفاوة الأميرية بالزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون أمس إلى الكويت، حيث حرص أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الانتقال مع عون في سيارة واحدة من المطار الأميري إلى مبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان، لتخلص المحادثات الثنائية والموسعة بين الجانبين إلى تأكيد تطابق وجهات النظر حيال "ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة التطورات العربية والإقليمية" على أمل أن تشكل قمة الرياض العربية في آذار المقبل "فرصة لإعادة إحياء التضامن العربي".
أما في ما يتصل بالعلاقات الثنائية، فكان تأكيد على عمقها وتاريخيتها وسط إبداء أمير الكويت أنها "لن تتردد في تقديم أي مساعدة للبنان بشكل مباشر أو من خلال المؤتمرات الدولية"، وأبلغ عون في معرض إبداء عزم بلاده على دعم الاقتصاد اللبناني أنه "سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من أجل مساعدة لبنان في خطته الاقتصادية والتجاوب مع حاجاته".
صحيفة اللواء:
أمير الكويت يحرّك المساعدات.. و"لقاء إنتخابي" مع الجالية سجال حول التطبيع بين حزب الله و"التيار العوني".. وتطمينات أميركية: مكافحة أنشطة إيران لا تستهدف الشيعة
تبلغ الرئيس ميشال عون من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ان "الكويت ستقوم بكل ما في وسعها، ولن تخذل لبنان".
وخلال القمة والخلوة بين الرئيس عون والشيخ صباح، شكر أمير الكويت، على دعم بلاده وعاطفته تجاه لبنان، مشددا على علاقات الأخوة التي جمعت بين البلدين وتوثقت عبر السنين.
والاهم ان أمير الكويت أبلغ رئيس الجمهورية والوفد المرافق انه "سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من أجل مساعدة لبنان في خطته الاقتصادية، التي كشف الرئيس عون، أنها ستأخذ قريبا طريقها إلى التنفيذ, داعيا المستثمرين الكويتيين إلى توظيف اموالهم في لبنان، خصوصا ان لبنان ينعم باستقرار أمني قل نظيره، بعد انتصار الجيش اللبناني على الإرهاب وداعش، ومطاردة الأجهزة الأمنية اللبنانية للخلايا الإرهابية بنجاح..
وكان الرئيس عون الذي التقى في وقت لاحق مع أبناء الجالية بعد يوم طويل من الاجتماعات الرسمية التي شملت رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، ورئيس الصندوق العربي عبد اللطيف يوسف الحمد، وصل ظهراً إلى مطار الكويت، واستقبله على أرضه أمير الدولة وولي العهد نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء والمسؤولين وسفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي.
وانتقل الرئيس عون وأمير الكويت معاً إلى مبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان، حيث بدأت محادثات موسعة حضرها عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، ايمن شقير وعناية عز الدين، والقائم بالاعمال اللبناني ماهر الخير. وعن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، والمستشار محمد عبد الله ابو الحسن، والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي.
وتلت المحادثات الموسعة خلوة بين الرئيس عون وامير الكويت، وجه خلالها الرئيس عون دعوة لأمير الكويت لزيارة لبنان.
وفي الشأن الإقليمي والدولي اتفقت وجهتا نظر الرئيس اللبناني وأمير الكويت علىان وحدة العرب هي الاساس، وان تشكّل القمة العربية المقبلة في الرياض في آذار المقبل فرصة لاحياء التضامن العربي، وان عضوية الكويت في مجلس الأمن ستساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الأمم المتحدة.
وحذر الرئيس عون والأمير الصباح من تداعيات قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وأمل الرئيس عون من الكويت المساعدة مع الدول العربية الأخرى على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، فضلاً عن دعم لبنان في المؤتمرات التي ستعقد في روما وباريس وبروكسل.
ويختتم الرئيس عون زيارته إلى الكويت اليوم ويعود إلى بيروت.
ودعا الرئيس عون أبناء الجالية، خلال حفل استقبال على شرفه أقامه القائم بأعمال السفارة في الكويت ماهر الخير، إلى القيام بالواجبات الانتخابية "وعلى كل واحد منكم فحص ضميره والتمعن في الفترة الأخيرة من تاريخ لبنان ليقرر على ضوئها خياراته"، داعيا اياهم إلى التحفظ "على ما تسمعونه من اخبار على شاشات التلفزة وما تقرأونه في الصحف"، محذراً من تأثير الشائعة، كاشفا عن القيام بخطة للتوظيف في القطاعات المنتجة، كاشفا عن القيام باصلاحات لمكافحة الفساد بصمت لأن مسؤوليتنا تكمن في الإصلاح لا في التشهير، معتبرا من أبرز الإنجازات قانون الانتخاب الجديد.
منتدى دافوس وتمويل المحكمة
حكومياً، يُشارك الرئيس سعد الحريري، في مؤتمر دافوس "أعمال المنتدى الثامن والأربعين الذي يعقد هذا العام تحت عنوان "خلق مستقبل مشترك في عالم ممزقً، وكان الحريري وصل عند الثالثة بعد الظهر، بتوقيت مدينة دافوس في سويسرا، وكان في استقباله لدى وصوله الى مطار زوريخ سفيرة لبنان في سويسرا رلى نور الدين.
وستكون للحريري سلسلة لقاءات على هامش أعمال المنتدى مع عدد من رؤساء الوفود، أبرزها مع ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس جمهوريتي سويسرا الآن بيرزي والبرازيل ميشال وارمينيا كارين كارابيتيان والنروج ايرنا سولبيرغ ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ويرافق الحريري مدير مكتبه نادر الحريري.
وقبل مغادرته أعلن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أنه تمّ تحويل مساهمة لبنان في ميزانية المحكمة الخاصة بلبنان للعام الجاري.
وتسلمت المحكمة مساهمة لبنان التي تمثل 49 في المئة من موازنتها صباح أول امس الاثنين.
وأكد الرئيس الحريري في تصريح له ان لبنان ملتزم بقرار مجلس الأمن الدولي الذي انشأ المحكمة الخاصة ويتطلع الى اليوم الذي تقول فيه العدالة كلمتها بشأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء.
مكافحة تمويل الإرهاب
وفي اليوم الثاني لزيارته لبنان، التقى أمس مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلّنغسلي الرئيس نبيه بري الذي اكد له ان القوانين التي اقرها المجلس النيابي اللبناني جعلت لبنان دولة تتطابق مع أعلى المعايير القانونية الدولية لجهة نقل الأموال والحركة المالية ومحاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.
وان اللبنانيين بانتشارهم الواسع وتجارتهم حيث هم ومع لبنان يحرصون بأدائهم على تطبيق هذه المعايير. فنوه المسؤول الاميركي بأداء المصرف المركزي اللبناني والمصارف اللبنانية في هذا الصدد.
كما زار بيلنغسلي مع الوفد المرافق وزير المالية علي حسن خليل، وذلك في إطار لقاءاته التي يجريها مع عدد من المسؤولين في لبنان.
وجاء في بيان للسفارة الأميركية ان المسؤول الأميركي وخلال اجتماعاته، شارك السلطات والمؤسسات المالية اللبنانية الرأي في مكافحة جميع أشكال التمويل غير المشروع. وشدد على أهمية مكافحة النشاط الإيراني المؤذي في لبنان، وكيفية التزام الولايات المتحدة مساعدة لبنان على حماية نظامه المالي من حزب الله وتنظيم داعش ومنظمات إرهابية أخرى. كما حث السيد بيلينغسلي لبنان على اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان أن لا يكون حزب الله جزءا من القطاع المالي".
وبما يختصّ قانون منع التمويل الدولي لحزب الله (HIFPA II) شدد السيد بيلينغسلي على أن هذا القانون لا يستهدف الطائفة الشيعية، إنما يستهدف الأنشطة المالية لحزب الله في جميع أنحاء العالم.
ترنح الأزمات والانتظارات
أمّا الوضع الداخلي، فاستمر يترنح بين أزمة النفايات والسجال بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حول منع فيلم ستيفان سبيلبرغ، في وقت كان فيه الحراك الانتخابي يحط في معراب بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب اكرم شهيب موفداً من جنبلاط في ما خص التحالف الانتخابي وإعلان لائحة الشوف - عاليه بعد التباعد بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر على خلفية تصاعد الحملة على التفرد بالقرارات، لا سيما بعد تجاوز وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة في التوقيع على مرسوم استحداث كليات في الجامعة اللبنانية، وانضمام النائب جنبلاط إلى الرئيس برّي، في الموقف من تجاوز الطائف والدستور، بعد قرار مجلس الوزراء في ما خص الناجحين بمباراة مجلس الخدمة المدنية من الفئات الرابعة والثالثة والثانية والتي لا تخضع للتوازن الطائفي من وجهة نظر جنبلاط..
وعلى وقع السجال بين وزير البيئة طارق الخطيب ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والذي انضم إليه وزير الثقافة غطاس خوري، بقوله عبر "تويتر" موجهاً كلامه للجميل ان اغراقنا ببحر اليأس لن ينفع، يكبر المشكلة ولا يكبر الحجم الانتخابي كتبت واشنطن بوست، ان لبنان يُعاني منذ وقت طويل من إنقطاع في الكهرباء والمياه، حتّى جاءت أزمة النفايات، إذ على رغم التوضيحات الرسمية، إلا أنّه لا يمكن إخفاء الرائحة النتنة". وتابعت أنّ "الروائح المنبعثة من مطمر "الكوستابرافا" تستقبل المسافرين الآتين الى مطار رفيق الحريري الدولي"، مشيرة الى أن "قضيّة النفايات ستدخل في الحملات القائمة قبل الإنتخابات النيابية".
واعتبر ما قالته محطة "المنار" أمس في معرض تغطية الاجتماع الذي عقد في نقابة الصحافة ضد التطبيع، بمثابة رد على ما وصفته الـ "O.T.V" أمس الأوّل "بالمجزرة الثقافية" في معرض الكلام على منع فيلم THE POST التي تعيد تجسيد نظرية قمع الرأي الآخر، بذريع مواجهة العدو والتي تؤدي من هزيمة إلى هزيمة، حيث قالت أي "المنار" فيلم لبناني سخيف لن يطول على مسارح المزايدات الثقافية حيناً والسياسة أحياناً، ليس عنوانه مخرج من هنا أو فيلم من هناك، بل مخرج لمسلسل أحلام قديمة لم يعرف أصحابها انها باتت اوهاما، والمهم ان مجتمعنا معني بالتفريق بين الطابع الثقافي وثقافة التطبيع، وبين من يحمل الفن للفن، ومن يحمله للسياسة في خدمة قضية قال ستيفان سبيلبرغ نفسه انه أحد روادها ولم يخجل بإعلانها دعما ماديا ومعنويا وريعيا لإسرائيل.
استرداد الحجار
أمنياً، تسلم فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي من الجانب التركي عبر مطار رفيق الحريري الدولي، المدعو محمد يوسف الحجار المشتبه به في جريمة محاولة اغتيال القيادي في "حماس" محمد حمدان في صيدا.
كما اوقف جهاز أمن الدولة متواصلاً مع إسرائيل كان يستعد لزيارة الأراضي المحتلة بجواز سفر مرور، وتحت يافطة نشاط رياضي.
إضراب معلمي الخاصة
تربوياً، ينفذ المعلمون في المدارس الخاصة اليوم اضراباً، للمطالبة بأن ينال المعلمون سلسلة الرتب والرواتب، وفقا للقانون 46، حيث تمتنع إدارة المدارس عن تطبيق السلسلة وفقا لما حصل في القطاع العام، بحجة الميزانيات وعدم قدرة الأهل على زيادة الأقساط.
وتأتي الدعوة للإضراب، على الرغم من ان رئيس الجمهورية وعد نقابة المعلمين بأن جلسة لمجلس الوزراء، ستتناول هذا الملف وتجد حلاً له.
صحيفة الشرق:
عون والصباح : النازحون وقمة الرياض وتفعيل العمل العربي
اتفق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح خلال المحادثات التي اجرياها ظهر امس في قصر بيان بعيد وصول الرئيس اللبناني الى الكويت، على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة، لاسيما وان العلاقات الاخوية بين البلدين قديمة العهد ولم يعكّر صفوها اي حدث. وفيما شكر عون امير الكويت على وقوف بلاده الى جانب لبنان في كل الظروف وفي كل المحافل، اكد الشيخ الصباح ان الكويت لن تتردد في تقديم اي مساعدة للبنان سواء بشكل مباشر او من خلال المؤتمرات الدولية.
وكانت وجهات النظر بين الرئيس عون وامير الكويت متطابقة حول ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة التطورات العربية والاقليمية الراهنة لان وحدة العرب اساسية في هذا المجال، وان تشكل القمة العربية المقبلة في الرياض في شهر آذار المقبل، فرصة لاعادة احياء التضامن العربي.
المحادثات
وكان عون وامير الكويت انتقلا معاً في سيارة واحدة من المطار الاميري الى مبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان، حيث بدأت محادثات موسعة حضرها عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، ايمن شقير وعناية عز الدين، والقائم بالاعمال اللبناني ماهر الخير. وعن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، والمستشار محمد عبد الله ابو الحسن، والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي.
وتلت المحادثات الموسعة خلوة بين الرئيس عون وامير الكويت.
وقالت مصادر الوفد اللبناني ان امير الكويت رحّب في مستهل المحادثات بالرئيس عون، شاكراً له تلبيته الدعوة مع الوفد المرافق ومعرباً عن سعادته الشخصية باستقبال رئيس الجمهورية الذي ربطته به علاقات متينة منذ اعوام. ورد الرئيس عون شاكراً لامير الكويت عاطفته، مشدداً على علاقات الاخوّة التي جمعت بين البلدين والتي ازدادت وثوقاً عبر السنوات، مستذكراً حضور الكويتيين دائماً الى لبنان وتفاعلهم مع العائلات اللبنانية.
ثم تناول الرئيس عون وامير الكويت الاوضاع العامة في العالم العربي، ولفت الشيخ الصباح الى ان بلاده باتت عضواً في مجلس الامن ويمكن ان تساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الامم المتحدة. كما تطرق البحث الى الوضع في فلسطين المحتلة بعد القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. والتقى الرئيس عون والشيخ الصباح على رفض هذه الخطوة، محذرين من التداعيات التي يمكن ان تنتج عنها. وفي هذا السياق، عبّر الرئيس عون عن اسفه لعدم قدرة الامم المتحدة على تطبيق قوانينها وشرعتها.
وتطرق الحديث الى مسألة النازحين السوريين، فشدد الرئيس عون على ان لبنان يعاني من حمل كبير في هذه المسألة حيث قارب عدد النازحين على اراضيه المليونين، فيما اللاجئون الفلسطينيون لا يزالون على الاراضي اللبنانية، ولا قدرة للبنان على تحمّل النتائج المترتبة عن هذا العدد الهائل على اراضيه، والتي تنعكس على اوضاعه السياسية والامنية والاقتصادية، وامل مساعدة الكويت والدول العربية في تأمين عودة النازحين الى بلادهم، ودعم لبنان في هذا المجال من خلال المشاركة والمساهمة في المؤتمرات التي ستعقد قريباً وهي: مؤتمر روما ومؤتمر "سيدر" الذي دعت اليه باريس، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسل.
وتحدث عون عن الوضع الاقتصادي في لبنان في ظل الخطة الاقتصادية الجديدة التي ستأخذ طريقها الى التنفيذ قريباً، داعياً المستثمرين الكويتيين الى توظيف اموالهم في لبنان، والمساهمة في تحسين البنى التحتية الملحوظة ضمن الخطة، خصوصاً وان لبنان ينعم باستقرار امني قلّ نظيره في العالم، بعد انتصار الجيش اللبناني على الارهاب و"داعش"، ومطاردة الاجهزة الامنية اللبنانية للخلايا الارهابية بنجاح.
من جهته، اكد امير الكويت دعم بلاده المطلق للبنان في المحافل الاقليمية والدولية، وتوظيف العلاقات الكويتية مع مختلف الدول من اجل هذا الهدف، وان وجود بلاده في مجلس الامن يمكن ان يساعد في ابراز عدالة القضايا العربية، معتبراً ان على العرب اعادة توحيد صفوفهم وعدم التفريط بحقوقهم، وايجاد حل لخلافاتهم في ظل التطورات الخطيرة التي تواجه الدول العربية اجمع، من اجل تحسين وتقوية صورة العرب في العالم.
وشدد على ان القدس عاصمة للاديان السماوية ولا يمكن ان تجرّد من تاريخها وموقعها الجامع، ولا يجدر ان تكون ضمن خطط مصالح انتخابية اسرائيلية، ويجب مواجهتها بموقف موحد وهذا ما يفرض اعادة لمّ الشمل العربي.
وابلغ امير الكويت الرئيس عون انه سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من اجل مساعدة لبنان في خطته الاقتصادية والتجاوب مع حاجاته، مشيراً الى ان الكويت ستقوم بكل ما في وسعها ولن تخذل لبنان.
واتفق الامير الصباح والرئيس عون على ضرورة تفعيل العمل العربي وان تكون القمة العربية المقبلة، فرصة لتوحيد المواقف واعادة التضامن. وقد لفت الرئيس عون امير الكويت الى انه طالب في قمة الاردن بعقد طاولة مستديرة للبحث في كل القضايا العالقة بصراحة ووضوح والتفاهم على النقاط المختلف عليها.
الخلوة
وخلال الخلوة بين الرئيس عون وامير الكويت، استكمل البحث في المواضيع كافة، لاسيما ما يتصل منها بالدعم الكويتي للبنان اقتصادياً، والمشاركة في المؤتمرات التي ستعقد لدعم لبنان. وتمنى الرئيس عون ان يعاود الكويتيون زياراتهم للبنان، فأكد الشيخ الصباح ان محبة الكويتيين للبنان واللبنانيين كبيرة، والتواصل في ما بين الشعبين لم يتوقف يوماً.
وفي الشق الاقتصادي، اعاد امير الكويت التأكيد على دور الصندوق الكويتي للتنمية والذي سيعاود نشاطه في لبنان وفق الحاجات المحددة.
وفي نهاية الخلوة، وجّه الرئيس عون دعوة لأمير الكويت لزيارة وطنه الثاني لبنان.
مأدبة تكريمية
وعلى الاثر، اقام امير الكويت مأدبة غداء تكريماً للرئيس عون، حضرها كبار المسؤولين واعضاء الوفدين اللبناني والكويتي وسفراء عدد من الدول المعتمدين في الكويت، استكملت خلالها الاحاديث حول مواضيع البحث خلال المحادثات.
الوصول
وكان رئيس الجمهورية وصل المطار الاميري في الكويت الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي (الحادية عشرة بتوقيت بيروت) . وكان في استقباله على ارض المطار امير الكويت، صباح الاحمد الجابر الصباح وولي العهد الكويتي نواف الاحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الامة الكويتي السيد مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الاحمد الصباح، وكبار المسؤولين الكويتيين من وزراء ومسؤولين في الديوان الاميري، اضافة الى رئيس بعثة الشرف المستشار في الديوان الاميري محمد عبد الله ابو الحسن والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي اضافة الى القائم بالاعمال اللبناني في الكويت ماهر الخير واركان السفارة اللبنانية.
وبعدما صافح عون اعضاء الوفد الكويتي الامير صباح الاحمد الجابر الصباح اعضاء الوفد الرسمي اللبناني، قدم طفلان باقتين من الزهر الى رئيس الجمهورية، قبل ان تقام مراسم الاستقبال الرسمي حيث تم عزف النشيدين اللبناني والكويتي. وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف الاميري، انتقل وامير الكويت في سيارة واحدة الى مبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان لعقد محادثات موسعة وخلوتين ثنائيتين تناولتا العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها اضافة الى التطورات على الصعيدين العربي والدولي، اعقبهما مأدبة غداء يقيمها الامير الكويتي على شرف رئيس الجمهورية.
شارك في المحادثات عن الجانب اللبناني اعضاء الوفد الرسمي المرافق الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، ايمن شقير، وعناية عز الدين، والقائم بالاعمال الخير، فيما شارك عن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، المستشار محمد عبدالله ابو الحسن والسفير القناعي.
ولاحقا استقبل الرئيس عون في مقر اقامته في قصر بعبدا مطران بغداد والكويت للروم الارثوذكس غطاس هزيم.
القناعي: العلاقات اللبنانية - الكويتية في افضل حالاتها
أكد السفير الكويتي المعتمد لدى لبنان عبد العال القناعي في حديث للوفد الاعلامي المرافق لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في زيارته الرسمية الى الكويت "ان الاجواء بين لبنان والكويت دائما ايجابية، كانت لازالت وستظل ان شاء الله".
وقال: "انها فرصة تاريخية للزعيمين الشقيقين بأن يلتقيا ويتدارسا في الامور الثنائية والامور العربية بشكل عام، وكانت فرصة اكثر من رائعة والاجتماعات اتصفت بالود والتفاهم والحرص المشترك على كل ما فيه مصلحة العرب والدول العربية ومحاولة اعادة اللحمة الى هذه الامة العربية".
سئل: هل تتوقعون ان تكون الاجواء افضل قبل انعقاد القمة العربية في الرياض في اذار المقبل؟
اجاب: "نأمل بأن تسير العلاقات العربية - العربية من حسن الى احسن، ومن دون شك ان زيارة فخامة الرئيس العماد ميشال عون الى دولة الكويت ترفد في هذا الاتجاه، وانا اعتقد بأنها كانت فرصة مناسبة واكثر من مناسبة لتباحث الزعيمين العربيين في الامور التي تهم الامة العربية، واعتقد، ان شاء الله، اننا سنذهب الى قمة الرياض بأمل وبروح ايجابية وبغد افضل للامة العربية".
سئل: لبنان يعول على العلاقات الاخوية مع الكويت انمائيا وسياسيا ومع الدول الخليجية ماذا تقولون في هذا الشأن؟
اجاب: "نحن كنا ولازلنا في الكويت الى جانب لبنان وسنظل الى جانبه، هذه كلمات سمو الامير الخالدة بأن لبنان بلد شقيق وستقدم الكويت كل ما بوسعها لنهضة ولسلام ولاستقرار لبنان".
سئل: كيف توفقون بين ذلك وبين علاقة لبنان المتوترة مع السعودية وعلاقتكم الجيدة معها الا يشكل ذلك احراجا لكم مع السعودية؟
اجاب: نحن لم نشهد اي توتر في العلاقات اللبنانية - السعودية، وان شاء الله العلاقات اللبنانية - السعودية كانت ولا زالت وستظل علاقة اخوة ومحبة وتعاون وتواصل".
سئل: بعدما رافق استقالة الرئيس سعد الحريري هل ستلعبون دور الوسيط بين الدولتين؟
اجاب: "العلاقة اللبنانية - السعودية كما هي العلاقة اللبنانية - الكويتية لا تحتاج الى وسيط، هي علاقة اخوة وتعاون والسعودية لم تقصر في يوم من الايام كما الكويت في دعم واستقرار وامن لبنان".
سئل: هناك مواضيع طلبتم ايضاحات حولها من لبنان منها خلية العبدلي هل استمعتم الى شروحات من الوفد اللبناني حول ما طلبتموه من ايضاحات؟
اجاب: "فخامة الرئيس موجود وسيادة اللواء عباس ابراهيم موجود والوفد الرسمي موجود، وابشركم بأن العلاقات اللبنانية الكويتية في افضل حالاتها".
صحيفة الجمهورية:
واشنطن تفصل بين "الحزب" والشيعة… وأزمة المرسوم تتخطى أسبابها
على وقعِ الاتّهامات المتبادلة والمبارزة السياسية على خلفية مشهد انتشار النفايات على شاطئ كسروان قبل أن تبدأ عملية التنظيف، وسط استمرار تضاربِ المعلومات عن مصدر تسرّبِها والفشل في معالجتها، توزَّع المشهد السياسي بين الكويت التي أكّد أميرُها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أنه لن يتردّد في تقديم أيّ مساعدة للبنان مباشرةً أو عبر المؤتمرات الدولية، وأبلغَ إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه أعطى توجيهاته إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتحريك المساعدات الاقتصادية للبنان والتجاوب مع حاجاته، وبين سويسرا حيث يشارك رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس، في وقتٍ ظلّت الانتخابات النيابية الشغلَ الشاغل للسياسيين والمرشّحين والناخبين، بعد توقيع رئيس الجمهورية مرسومَ دعوةِ الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب، مطلِقاً مسار التحضيرات لهذا الاستحقاق الدستوري، فيما تشير كلّ المعطيات والاستطلاعات إلى ارتفاعٍ تدريجي في منسوب حرارة الاستعدادات الانتخابية والسياسية وانطلاق حركة الترشيحات والتحالفات.
أظهرت الاتصالات انّ افق معالجة ازمة "مرسوم الاقدمية" قد أُقفِل نهائياً ولا حل متوقعاً توافره لها قبل إنجاز الانتخابات النيابية على حد تعبير قطب سياسي بارز عمل على خط الاتصالات، كاشفاً لـ"الجمهورية" عن انّ هذه الازمة تتخطى الاسباب المعلنة لها، باعتراف المعنيين بها، وهي اسباب ستتكشّف، وفق هذا القطب، عند الشروع في تركيب السلطة الجديدة التي ستنبثق من الانتخابات.
واكد انّ القوى السياسية تَصبّ اهتماماتها في هذه المرحلة على التحضير لخوض الانتخابات، وانه بموجب القانون الجديد ووفق كل المعطيات المتداولة فإنّ أيّ فريق لن يفوز بالاكثرية النيابية المطلقة او أكثر، وانه في احسن الحالات قد يفوز بنصف المقاعد التي يتكوّن منها المجلس النيابي، ما يعني انّ السلطة التي ستنجم من هذه الانتخابات ستكون سلطة مشاركة يكون لكل طرف فيها مقدار حجمه.
الكويت
في غضون ذلك عُقدت في قصر بيان في الكويت محادثات موسّعة بين الرئيس عون والامير الصباح تخللتها خلوتان ثنائيتان تناولتا العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، اضافة الى التطورات العربية والدولية.
وأكّد عون "انّ الاستقرار الذي ينعم به لبنان يشجع على الاستثمار والمساهمة في مسيرة النهوض الاقتصادي وفق الخطة التي يتم ّوضعها حالياً". وتمنى ان يعاود الكويتيون زياراتهم للبنان، داعياً امير الكويت الى "زيارة بلده الثاني لبنان".
وكانت وجهات النظر متطابقة حول ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة التطورات العربية والاقليمية الراهنة لأنّ وحدة العرب أساسية في هذا المجال، وتمّ التشديد على ان تشكّل القمة العربية المقبلة التي ستنعقد في الرياض في آذار المقبل، فرصة لإعادة إحياء التضامن العربي.
وامل عون في أن تساعد الكويت والدول العربية لبنان على تأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم، ودعمه في هذا الصدد من خلال المشاركة والمساهمة في مؤتمر روما ومؤتمر "سيدر" الذي دعت اليه فرنسا، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسل. ودعا المستثمرين الكويتيين الى توظيف أموالهم في لبنان.
ومن جهته، أكد امير الكويت دعم بلاده المُطلق للبنان في المحافل الاقليمية والدولية، وتوظيف العلاقات الكويتية مع مختلف الدول من اجل هذا الهدف. وقال انّ على العرب إعادة توحيد صفوفهم وعدم التفريط بحقوقهم، وايجاد حل لخلافاتهم في ظل التطورات الخطيرة التي تواجه الدول العربية أجمَع بغية تحسين صورة العرب وتقويتها في العالم.
خمس ملاحظات
ولخّصت مصادر الوفد اللبناني المرافق لعون نتائج القمة اللبنانية - الكويتية لـ"الجمهورية"، بخمس ملاحظات اساسية على المستويين اللبناني والعربي تستوجب التوقف عندها، وهي:
1-عبّر أمير الكويت عن استعداد بلاده لإعادة ترتيب العلاقات اللبنانية ـ الخليجية وتفعيل برامج المساعدات الخليجية للبنان في كل المجالات السياسية والديبلوماسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية.
2-إعادة تفعيل التعاون بين لبنان والكويت وتزخيمه كما كان سابقاً، وإحياء البرامج والمشاريع الإستثمارية ولا سيما منها تلك التي يموّلها الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية والإجتماعية.
3-دعم الكويت المطلق للمشاريع الإقليمية والدولية لمواجهة آثار النازحين السوريين على لبنان ومشاركتها في كل المؤتمرات الإقليمية والدولية لهذه الغاية.
واضافت المصادر نفسها: "على المستوى الإقليمي والعربي تحديداً، فقد انتهت القمة الى تفاهم استراتيجي تحت عنوانين كبيرين لا بدّ من ترجمتهما في الإستحقاقات المقبلة، وهما:
-السعي الى إنجاح القمة العربية السنوية الدورية التي ستعقد في الرياض نهاية آذار المقبل في اتخاذ موقف موحّد من كثير من القضايا الأساسية، والسعي الى تغليب الحلول السياسية للأزمات التي يشهدها العالم العربي.
-إستغراب الموقف الاميركي من موضوع اعتبار القدس عاصمة نهائية لإسرائيل، واهمية أن يكون الموقف العربي منها واحداً وموحّداً.
وعلى هامش القمة، من المقرر ان تعقد اليوم لقاءات بين أعضاء الوفد اللبناني المرافق ونظرائهم الكويتيين. وعلمت "الجمهورية" انّ لقاء سيعقد بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ووزير الداخلية الكويتي، والذي سيتناول ملفات وقضايا أمنية مشتركة بالإضافة الى سبل تفعيل التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية.
وفي هذا الصدد سُئل السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي: هل حصلتم على الايضاحات التي طلبتموها من الوفد اللبناني حول "خلية العبدلي"؟ فأجاب: "فخامة الرئيس موجود وسيادة اللواء عباس ابراهيم موجود والوفد الرسمي موجود، وأبشّركم بأنّ العلاقات اللبنانية الكويتية في افضل حالاتها".
مساعد وزير الخزانة
وفي هذه الاجواء، واصل مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلينغسليا لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير المال علي حسن خليل.
واكّد بري للمسؤول الاميركي "أنّ القوانين التي أقرّها المجلس النيابي اللبناني جعلت لبنان دولة تتطابَق مع أعلى المعايير القانونية الدولية، لجهة نقل الأموال والحركة المالية ومحاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الارهاب".
واكد "انّ اللبنانيين بانتشارهم الواسع وتجارتهم حيث هم ومع لبنان حريصون في أدائهم على تطبيق هذه المعايير".
وأثار بري معه إمكانية تطبيق النموذج المتّبَع في بعض الولايات الاميركية والدول الاوروبية لجهة تشريع زراعة الحشيشة للصناعات الطبية.
وإذ نوّه المسؤول الاميركي بأداء مصرف لبنان المركزي والمصارف اللبنانية في هذا الصدد، أكّد لاحقاً في لقاء إعلامي أنّ "المناقشات إيجابية بقوة مع رئيس الحكومة، ورئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان، وكل مناقشاتنا كانت مرتكزة على أهمية التعاون لمواجهة عدد من التهديدات المالية التي يواجهها لبنان".
وعن استراتيجية واشنطن لمحاربة "حزب الله"، قال بيلينغسليا: "نتعامل مع الحزب ضمن استراتيجية سبق وبدأناها، وأعتقد أنها تأتي بالنتائج المطلوبة، فمن الواضح التأثيرات على "حزب الله" الممنوع من الوصول الى التمويل الذي يحتاج إليه لنشر الإرهاب، على رغم مشاركتهم في أعمال إرهابية في أماكن بعيدة كاليمن، ونتعاون مع السلطات هنا ومع السلطات الإقليمية للتأكد من أنّ "حزب الله" وقاسم السليماني لا يمكنهما الوصول الى الدولار الأميركي".
وأوضح أنه "ليس هناك خطة لمعاقبة المصارف اللبنانية". وقال: "سأكون واضحاً في أنّ تركيزي هو على التمويل، وللتأكد من أنّ الحزب لن يتمكن من استخدام الأموال لسلوكٍ خبيث.
وعندما نتحدث عن "حزب الله" فلا فارق بين جناحَيه السياسي والعسكري، بل هناك "حزب الله" واحد، وهذا الـ"حزب الله" هو منظمة إرهابية، وهو سرطان في قلب لبنان، ويهمنا أن نفصل بين الطائفة الشيعية وبين الحزب، وأن نتأكد من أنّ الطائفة تعامل بعدل وأنّ في إمكان أفرادها أن يحظوا بالخدمات المصرفية كما كل الناس، ونوضِح أنّ هذا القانون لا يستهدف الطائفة الشيعية، إنما يستهدف الأنشطة المالية لـ"حزب الله" في كل أنحاء العالم".)
إضراب المعلمين يتجدّد
مطلبيّاً، وعلى رغم زيارتهم لعون مطلع الاسبوع الجاري واجتماعهم بلجان الاهل، لم يتراجع أساتذة التعليم الخاص عن سلسلة إضراباتهم لهذا الشهر والتي تبدأ اليوم في مكتب النقابة، على أن يعقد نقيب المعلمين رودولف عبود مؤتمراً صحافياً عند الحادية عشرة قبل الظهر. أمّا في 30 من الشهر الجاري فسيكون التحرك أمام وزارة التربية، وذلك اعتراضاً على عدم تطبيق القانون 46 كاملاً.
وفي هذا الإطار قال نقيب المعلمين رودولف عبود لـ"الجمهورية": "الإضراب قائم على رغم أنّ البعض يُحاول الترويج لتسجيل صوتي مفاده أنّنا علّقنا الإضراب، ولكنه مفبرك". وأضاف: "المؤسف أنّ اتحاد المؤسسات التربوية أعلن عدم اعترافه بالدرجات الست، وهذا لن نسكت عنه، بالإضافة إلى اقتراح الوزير مروان حمادة مبدأ التقسيط والذي نرفضه أيضاً، جلّ ما نطلبه من خلال إضرابنا هو تطبيق القانون الذي أقَرّته الدولة".
ولفت عبود إلى "أنّ النقابة نقلت إلى الرئيس عون رؤيتها للموضوع، ورفضها لمواقف اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، والحلول الممكنة بالنسبة إلى المدارس الصغيرة والمتعثّرة، وفي المقابل أبلَغنا أنه سيتم التوصّل إلى حلّ يرضي الجميع من دون أن يكون على حساب أيّ من المكونات التربوية والدولة". ويبقى رهان الاساتذة على ما يُمكن أن تحمله الجلسة الحكومية التربوية المزمع عقدها
صحيفة الديار:
اخطر تصريح من اسرائيل ضد لبنان .. الموساد: سننتقم من شعبة المعلومات بعد اعتقال عميلنا
في اخطر تهديد وجهته اسرائيل عبر جهاز الموساد وهو يُعتبر اخطر جهاز مخابراتي أمني وجهاز قاتل لكل من تعتبره اسرائيل يقف ضد مصلحتها، اعلن مدير العمليات والتخطيط في جهاز الموساد الاسرائيلي دون ان يكشف عن اسمه وهو عميد طيار سابق في الجيش الاسرائيلي، ومعروف عن قدرته في التخطيط لعمليات الاغتيال.
ان جهاز الموساد سينتقم من لبنان انتقاما لا مثيل له بعد اعتقال احد اهم عملائه الذي يقف وراء خلية محاولة اغتيال مسؤول كبير في حركة حماس هو محمد حمدان الذي نجا بأعجوبة بالصدفة في صيدا من محاولة اغتياله.
وكانت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي قد كشفت فور بدء تحقيقها في محاولة اغتيال محمد حمدان احد كوادر حركة حماس السري في صيدا كيف جرت العملية وتابعت خط المسار فوجدت ان الشخص الذي أدار العملية توجه من بيروت نحو طرابلس، ومن طرابلس اخذ جواز سفر آخر من جهة سرية وسافر عبر مطار بيروت الى تركيا.
لكن شعبة المعلومات كانت قد اعتقلت قائد مجموعة الموساد وابلغت تركيا فورا في شأنه، الذي اوقفته، وبفعل التنسيق الامني بين جهاز المخابرات التركي وجهاز مخابرات شعبة المعلومات، تم تسليمه في مطار رفيق الحريري في بيروت.
واثر ذلك، وبعد فشل عملية الموساد، اعلن الجنرال الاسرائيلي رئيس قسم التخطيط والعمليات في جهاز الموساد ان الموساد سيعرف كيف سينتقم من شعبة المعلومات وكيف سينتقم من لبنان وكيف سيستطيع اخراج الموقوف لدى شعبة المعلومات في لبنان عبر الطرق السرية التي يستعملها جهاز الموساد، وقال اننا قادرون من قلب بيروت على سحب واسترجاع قائد عملية الموساد التي تم تنفيذها في صيدا لاغتيال كادر في حركة حماس هو محمد حمدان، الذي اعتبره جهاز الموساد ان هذا الكادر محمد حمدان هو سري للغاية واستطاع جهاز الموساد الاسرائيلي كشفه وكان صلة الوصل بين الايرانيين وحركة حماس من خلال اقامته في شقة سرية في مدينة صيدا، وقام بالتنسيق بين ايران وحركة حماس لايصال صواريخ الى غزة بمساعدة حزب الله. وان كادر حركة حماس محمد حمدان لم يكن معروفا الا من مسؤول امني واحد في حزب الله، وهو المسؤول عن تنسيق اجتماعه مع مسؤول امني ايراني من مخابرات ايران، لتنسيق كيفية ارسال صواريخ ايرانية عبر البحر الاحمر الى غزة عن طريق السودان في البحر ثم عبر سيناء وصولا الى قطاع غزة وتسلم حركة حماس الصواريخ الايرانية.
أعلنت مصادر أمنية لبنانية ظهر امس الثلاثاء عن تسلم مشتبه بمحاولة اغتيال مسؤول في حركة حماس، عبر تفجير سيارته في صيدا قبل عدة أيام .
وأفادت "الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام" إن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تسلم من الجانب التركي عبر مطار رفيق الحريري الدولي، المدعو "أحمد بيتية" المشتبه به في جريمة محاولة اغتيال المسؤول في "حماس" محمد حمدان في صيدا.
وكان فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية، تمكن من كشف هوية مسؤول الخلية التابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي التي حاولت يوم الأحد الماضي اغتيال محمد حمدان القيادي في حركة حماس بمنطقة صيدا جنوب لبنان، ما أدى لإصابته حينها إثر تفجير سيارته.
وأظهرت التحقيقات أن لبناني من طرابلس يُدعى "محمد بيتية" (38 عاما) يقف خلف الخلية التابعة لجهاز الموساد والتي فجرت سيارة حمدان الذي نجا- وفقا للتحقيقات- من محاولة الاغتيال المحكمة بسبب تغييره بالصدفة طريقة تشغيله لمحرك السيارة.
وتوصل فرع المعلومات إلى خيوط دفعته أول من أمس إلى تنفيذ مداهمات في منطقة الواجهة البحرية لبيروت، وفي مدينة طرابلس، وبعد سلسلة من التحقيقات التقنية والاستعلامية المعقدة، تمكن المحققون من تحديد بيتية بأنه الشخصية التي أدارت مجموعة من الأفراد لتنفيذ محاولة الاغتيال.
وأشارت التحقيقات إلى أن بيتية صاحب سجل أمني نظيف ولم يسبق أن أوقف في قضايا أمنية أو وضع على أي لوائح للأجهزة الأمنية كمشتبه فيهم. مشيرةً إلى أنه يعمل في التجارة ويتنقل بين لبنان وهولندا.
ووفقا للتحقيقات فقد وصل بيروت في التاسع من الشهر الجاري عبر مطار العاصمة، وكان قد استأجر شقة لمدة أسبوع في منطقة الواجهة البحرية للعاصمة، عبر موقع على الإنترنت، وزار عائلته في طرابلس يوم وصوله، ثم عاد إلى بيروت من الأخيرة، وانتقل إلى صيدا أكثر من مرة، على رأس مجموعة تنفيذية، تولت مراقبة منزل حمدان.
ونفذت المجموعة يوم 11 من الشهر الجاري مناورة يمكن الاستنتاج بأنها كانت محاولة للاغتيال جرى وقف تنفيذها من دون معرفة السبب.
وبحسب ما توصل إليه المحققون، فإن بيتية ومجموعته، انتقلوا إلى صيدا فجر يوم الرابع عشر من الشهر الجاري، وتولى أحدهم زرع العبوة الناسفة أسفل سيارة حمدان، قرابة الثالثة والنصف فجرا، قبل أن تبتعد المجموعة عن محيط المنزل بعد زرع العبوة.
وعادت المجموعة إلى محيط المنزل قرابة الساعة السابعة والنصف، وبقيت في انتظار نزوله من منزله إلى سيارته، وفور تفجير العبوة، غادرت المجموعة المكان باتجاه بيروت، حيث تفرقت. وفيما ضاع أثر باقي أفراد الشبكة، تمكن المحققون من العثور على "آثار تقنية" لرأس الشبكة، في العاصمة، أدت إلى تحديد هويته، فتبين أنه بيتية.
وقالت مصادر لبنانية أن الاستمرار في ملاحقة آثار بيتية أوصل المحققين إلى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتبين أن بيتية غادر لبنان ليل الأحد ــ الاثنين.
صحيفة الأخبار:
لوائح لـ 8 آذار في مواجهة المستقبل والقوات
حسمت قوى 8 آذار أمرها بتشكيل لوائح متراصّة في المناطق تجمع ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفاءهما التقليديين. لوائح 8 آذار ستسعى إلى التحالف "على القطعة" مع التيار الوطني الحر حيث هناك مصلحة للطرفين، لكنّها ستواجه لوائح تيار المستقبل والقوات
لم تُصَب قوى 8 آذار بداء "التفكّك" الذي أصاب قوى 14 آذار خلال العامين الأخيرين. تلاشي خطاب شدّ العصب والإخفاقات الإقليمية التي أصيبت بها المنظومة الخليجية ــ الأميركية الداعمة لفريق 14 آذار، كانت كافية ليبدأ أطراف هذا الفريق بالبحث عن أجندات خاصّة. ثم أتى احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية، ليكمّل ما بدأ منذ تقارب الحريري ــ النائب سليمان فرنجية من تباعد بين حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل، بمعزلٍ عن الجهود التي تبذلها الرياض لإعادة اللحمة إلى فريقٍ، كشفت الأزمات هشاشة القواسم المشتركة بين أطرافه أمام المصالح "الوجوديّة"، كما في حالة تحالف الحريري مع الرئيس ميشال عون، على حساب علاقته بالقوات وباقي "مستقلّي" 14 آذار القديمة.
في المقابل، حافظت القوى الحليفة للمقاومة وسوريا على تماسكها، مدعومةً بإنجازات ميدانية على الأرض السورية وإثبات صوابية الخيارات في مواجهة القوى التكفيرية وهزيمتها في لبنان. وبلا شكّ، نجح فريق المقاومة بالقفز فوق الانقسام "الظرفي" الذي سبّبه انتخاب عون و"امتعاض" فرنجية، بعد التزام الرئيس نبيه برّي الورقة البيضاء، اعتراضاً على غياب "سلّة" التفاهم في العهد الجديد.
الانتخابات النيابية المقبلة ستكون محطّة جديدة للتعبير عن تماسك فريق 8 آذار. فثنائي حزب الله وحركة أمل لم يحسم تحالفه الثابت في كلّ الدوائر وحسب، بل حسم تحالفه مع كل حلفاء الثنائي في قوى 8 آذار "التقليدية" على امتداد لبنان. وخلال الأيام الماضية، استقبل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنّا الناشف والوزير السابق وئام وهّاب، إضافة إلى غالبية حلفائه من "السّنة" كالوزير السابق عبد الرحيم مراد، والنواب السابقين جهاد الصمد وأسامة سعد وعدنان الطرابلسي ورئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، وصولاً إلى الإعلامي سالم زهران، على أن يستكمل قاسم لقاءاته في الأيام المقبلة. وبحسب أكثر من شخصيّة التقت قاسم، فإن حزب الله، على لسان نائب الأمين العام، أكّد للزوّار عزمه وحركة أمل على "تشكيل لوائح مشتركة مع حلفائهما في كلّ الدوائر"، وأن "قدرات الحزب في تصرّف حلفائه لتحقيق أفضل النتائج".
وحتى الآن، يمكن القول إن قوى 8 آذار ستخوض معركة محسومة في وجه اللوائح التي يوجد عليها مرشّحو تيار المستقبل والقوات اللبنانية، فيما لا يزال النّقاش دائراً عن مصلحة 8 آذار ومصلحة التيار الوطني الحرّ في التحالف "على القطعة" في دوائر محدّدة، وفي لوائح مقابلة في دوائر أخرى.
أمّا النائب وليد جنبلاط، فتؤكّد مصادر بارزة في قوى 8 آذار معنيّة بملفّ الانتخابات، أن باب التحالف معه مفتوح في أكثر من دائرة، و"لا موانع من التحالف في دوائر محدّدة، والأمر متوقّف على قدرة جنبلاط على فكّ تحالفه مع الحريري". ففي البقاع الغربي، مثلاً، حسمت قوى 8 آذار أمرها بدعم اللائحة التي يشكّلها الوزير السابق عبد الرحيم مراد، فيما حسم جنبلاط أمره بالتحالف مع الحريري. وبحسب المعلومات، فإن قوى 8 آذار ستشكّل لائحة في بيروت تضمّ طرابلسي (مرشّحاً عن جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية) والحزب القومي، (فارس سعد عن المقعد الانجيلي) ولن ترشّح درزيّاً في مواجهة مرشّح جنبلاط. وتضع قوى 8 آذار أولوية للائحة ائتلافية عريضة في دائرة الشوف ــ عاليه، تجمع قوى 8 آذار جميعها، من ضمنها وهّاب ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان والقوميون و"سنّة" 8 آذار، والتحالف مع التيار الوطني الحرّ
. إلّا أن تشكيل هذه اللائحة أمامه عائقان أساسيّان، إذ لم يحسم حتى الآن ما إذا كان الحريري سيستطيع جمع حلفائه، جنبلاط والعونيين، في لائحة واحدة، وما إذا كان أرسلان سيقبل برئاسة لائحة تضمّ وهاب. أمّا في بعبدا، فيتوقّف التحالف بين التيار الوطني الحرّ وثنائي أمل وحزب الله على علاقة التيار بالرئيس برّي، فضلاً عن أن مصلحة الطرفين قد لا تكون بتشكيل لائحة واحدة، بل لوائح منفصلة، فيما لم يجرِ الحديث عن إمكانية تحالف 8 آذار مع جنبلاط في هذه الدائرة. وتؤكّد مصادر في 8 آذار أنه "يجري البحث في ما إذا كان من الممكن الاتفاق مع جنبلاط على ترشيح درزي (وسطي)، ما يساهم في إمكانية التحالف معه".
أمّا في صيدا، فيبدو المشهد متقارباً، حيث رسمت 8 آذار لائحة "أوليّة" تضمّ سعد في صيدا وإبراهيم عازار في جزّين. ولم تتضح بعد صورة المشهد في زحلة، إلّا أن المصادر أشارت إلى أن "اللائحة الأوليّة تضم الحلفاء التقليديين، في انتظار الحسم". وفي الشّمال، تقول المصادر إن "التحالف في الدائرة الثالثة يضمّ حتى الآن فرنجية والحزب القومي"، فيما تضمّ لائحة عكّار تيار المردة والقوميين والنائب السابق وجيه البعريني ومرشّحاً علويّاً.