'حزب الله'... معركة فساد أم تصفية حسابات؟!

'حزب الله'... معركة فساد أم تصفية حسابات؟!
'حزب الله'... معركة فساد أم تصفية حسابات؟!
اشتعل الصراع بين "حزب الله" و "تيار"المستقبل" على براءة أو ضلوع الرئيس فؤاد السنيورة في قضايا فساد مالية، والذي تزامن مع ردود افعال جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ارتفعت وتيرة الانقسام الشعبي بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة. فهل بدأ "حزب الله" اولى معاركه لمكافحة الفساد بـ "دعسة ناقصة"؟

ففي حين اعتبر بعض مناصري "حزب الله" أن زمن "الاصلاح والتغيير" قد أطلّ اخيراً من نافذة الشرفاء، رأى البعض الآخر من المناوئين لسياسة الحزب في لبنان أن هذا الفريق يمتطي مكافحة الفساد للتصويب على أخصامه المحليين، لا سيما اولئك الذين تربطهم علاقات وطيدة مع الدول التي استعداها "حزب الله" في السنوات الاخيرة وعلى رأسهم السنيورة!

لطالما أثار رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة جدلاً أينما حلّ، سواء كان داخل السلطة أو خارجها، هو الذي واجه في العام 2008 اقسى المعارك الداخلية على لبنان وصمد حتى النهاية، لكنّ معركة مكافحة الفساد التي أشعل جبهتها "حزب الله" انطلقت اولى سهامها الى صدر واحد من ابرز رجال الدولة في لبنان. 

وإذ ردّ الرئيس السنيورة على اتهامات "حزب الله" خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس في نقابة الصحافة، معتبراً أنها فبركة باطلة واصفاً قضية الـ 11 مليار دولار بـ "العاصفة في فنجان"، إلا أن اوساطاً سياسية قرأت في خطابه تصويباً طائفياً خطيراً، حيث اعتبر مصدر مقرّب من فريق 8 آذار أن السنيورة أراد "تسييس الاتهام ونقل المعركة من ملعب مكافحة الفساد الى أزمة شيعية - سنية لم تكن في الحسبان".

وكشف المصدر بأن لدى "حزب الله" أدلّة دقيقة تثبت تورّط مسؤولين حاليين في ملفّ الفساد المالي، والتي سيتقدّم بها الى المراجع المختصة في الأيام المقبلة، مؤكداً أن معركته ليست محصورة بالسنيورة وحسب، رافضاً صورة "المستهدَف" التي حاول الأخير تظهيرها للجماهير خلال مؤتمره الصحافي، مشيراً الى أن السنيورة كان على مدى اعوام "رأس حربة الملفات المالية في لبنان"، الأمر الذي استوجب أن تكون نقطة البداية من مربّعه، حيث أن الفساد المالي قد طاولت يده لقمة عيش المواطن اولاً كما استحكمت ايضاً بخزينة الدولة.

من جهتها، اعتبرت مصادر تيار"المستقبل" أن الرئيس السنيورة هو "الخط الاحمر" الذي لا يمكن تجاوزه بالسهولة التي يتخيلها "حزب الله"، لافتة الى أن "اليد اليمنى التي كانت للرئيس الشهيد رفيق الحريري لن يجرؤ احد على أن يقطعها"، لكنّ الاحاديث التي تدور وراء الكواليس، والتي تسرّبت لـ "لبنان 24" عبر مصدر مطلع، تفيد بأن الرئيس قد شرع بشكل جدي برفع الغطاء عن أي مرتكب داخل التيار أو خارجه، مهما كانت طبيعة ارتباطه بـ "بيت الوسط"، لافتاً الى انه يسعى فعلياً في هذه المرحلة إلى تطبيق شعار "مكافحة الفساد" بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

في سياق متصل، افادت مصادر حزب "القوات اللبنانية" لموقعنا بأن ارتياحاً كبيراً يسود أوساطه، لا سيما بعد التناغم الحاصل مع "التيار الوطني الحرّ" داخل الحكومة على الملفات المالية، مؤكدة أن العلاقة بين الطرفين ورغم الخلاف السياسي يمكن أن تسلك مساراً توافقيا في معركة مكافحة الفساد التي تشكل نقطة تلاقٍ للفريقين في المرحلة المقبلة. هذا الأمر لم تعلّق عليه مصادر "التيار الوطني الحر" واكتفت بالقول أن لدى التيار رغبة بالانفتاح على جميع المكونات اللبنانية من اجل التعاون جدياً في مواصلة خطوات "الاصلاح والتغيير" في لبنان.

فهل نحن فعلاً أمام مشاهد حقيقية من معركة مكافحة الفساد أم أن الفصل الأول يشي ببدء تصفية الحسابات، حيث يرى مراقبون أن إدراج السنيورة على رأس قائمة الحزب في مشروعه الداخلي ليس بريئاً ابدا، ويخشى هؤلاء ان تتعاظم الأزمة لتصل الى حد يفتك بالشارع اللبناني ويعيد استقراره الى الوراء!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”