وبتغريدة واحدة، كشف جنبلاط عن التوتّر الذي يبدو أنه لم يهدأ بعد منذ الخلافات الأخيرة التي اشتعلت قبيل انتخابات 2018 وزاد الأمور تعقيداً تصويب جنبلاط لسهامه على صدر "التسوية الحكومية" من خلال تصريح اتهم فيه الحريري بـ "شبه الغياب عن مركز رئاسة الوزراء" وتولّي الوزير باسيل "وضع الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة"، واصفاً ذلك بـ"الطعن بالطائف واللعب بالنار" فاشتعلت جبهات الأخذ والرد بعد أن أزاحت جلسة مجلس الوزراء الستار عن القلوب "المليانة"!
وأفاد مصدر مطّلع "لبنان 24" أن النائب السابق جنبلاط أبدى امتعاضاً كبيراً من التشكيلة الحكومية، لا سيّما فيما يتعلق بتوزير غسان عطالله، المناهض لسياسة جنبلاط في الشوف، من حصة "التيار الوطني الحر" إضافة الى منح صالح الغريب وزارة الدولة لشؤون النازحين ممثلا رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان، الأمر الذي وصفه المصدر بالـ"هدية الثمينة" لسوريا، مشيراً الى أن جنبلاط نقل استياءه للحريري عبر قنوات خاصة.
وأضاف المصدر أن خلاف الحريري - جنبلاط كان قد تمّ "ترقيعه" في الآونة الاخيرة، لا سيما بعد ظهورهما معاً خلال عشاء في أحد مطاعم الأشرفية بحضور الوزيرين وائل بو فاعور وغطاس خوري، الا أن هذا الخلاف يبدو أنه قد عاد ليتفاقم من جديد بعد اعلان التشكيلة الوزارية قبل أيام.
وعلّقت مصادر "بيت الوسط" على تصريح جنبلاط واصفة إياه بالـ "مهين لموقع رئاسة الحكومة وليس للرئيس الحريري وحسب"، مشيرة الى أن الكلام الذي خرج على لسان جنبلاط جاء بعيدا عن الواقع، لافتة الى ان المساعي التي قام بها الحريري في الساعات الاخيرة قبل اعلان الحكومة هي التي ساهمت بولادتها رغم عجز باقي الأفرقاء عن تذليل العقبات التي واجهت الملف الحكومي في الأشهر التسعة الماضية، واعتبرت المصادر بأن مآخذ جنبلاط ربما قد ضلّت الطريق، إذ من غير الممكن أن يعارض الحريري اختيار رئيس الجمهورية لشخصية الوزير الذي سيتمثل من ضمن حصته!
مما لا شكّ فيه أن لبنان يقف اليوم أمام مفترق طرق فإما الإصلاح أو الانهيار! وما بين الأزمات الداخلية المتفاقمة والرياح الخارجية التي تضرب بين حين وآخر، هل ما زال أمام هذا الوطن متسع من الوقت لتلقّي الإشارات الإقليمية وضبط الخلافات أو فرط التحالفات بين الأفرقاء؟