أقام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء اليوم، في السراي الحكومي حفل عشاء تكريميا على شرف رئيس النادي الرياضي السابق هشام جارودي، حضره الرئيس تمام سلام وعقيلته، الرئيس فؤاد السنيورة، الوزراء: نهاد المشنوق، غطاس خوري وجمال الجراح ونواب وحشد من الشخصيات والجمعيات والنوادي الرياضية والروابط في بيروت والمناطق.
بعد عرض لفيلم وثائقي عن مسيرة جارودي في النادي الرياضي، ألقى الرئيس الحريري كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم لتكريم شخصية بيروتية محبوبة من أهل بيروت ومن كل من يحب كرة السلة في لبنان. من يشاهد كرة السلة ولا يعرف من هو هشام الجارودي؟ اسم علم في ملاعب لبنان والدول العربية، علما أنه لم يمسك يوما في حياته كرة ولا سجل هدفا. لكن هشام كان روح الملاعب وعميد اللعبة ومصنع اللاعبين.
منذ 26 عاما وهو أرض الملعب، يتابع، يخطط، يدفع من ماله الخاص ويربي جيلا بعد جيل شبابا وشابات، صنعوا النجاح الحقيقي لفريق الرياضي وكل الفرق الكبيرة في لبنان.
وهشام جارودي صاحب مسيرة حافلة في الحياة العامة وظاهرة بيروتية فريدة تجمع بين السياسة والرياضة والأعمال، تحت مظلة وحدة الموقف بين أهل بيروت والحفاظ على العيش المشترك ومصلحة بيروت وأهلها.
الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يحب هشام ويثق به، وكان في قريطم من أهل البيت، كما هو في بيت الوسط من أهل البيت. والرئيس صائب سلام رحمه الله والرئيس تمام سلام أطال الله بعمره، كانت نظرتهما لهشام نظرة رفيق درب وعنوان الوفاء، والتي هي نظرة كل أهل بيروت لرجل كرس كل عمره في خدمة بيروت لتبقى منارة العواصم بالشرق.
وكما كان هشام حريصا على وحدة العائلة البيروتية، كان حريصا على المفهوم الوطني لكرة السلة، رغم سقوط الرياضة في بعض الأحيان بخلافات طائفية، وهو تمكن بحكمته، مع كل من عمل معهم، أن يحموا لعبة كرة السلة من الخلافات السلبية لكي تصبح لعبة شعبية وعلامة من علامات النجاح اللبناني في الرياضة العربية والعالمية.
تكريم هشام جرودي في هذه المناسبة فرصة للاشادة بإنجازاته ونجاحاته بقيادة النادي الرياضي، في اللحظة التي عم تنتقل هذه الامانة لجيل الشباب، الذين تعلموا من أسلوبه ومن خبرته. هشام من فريق الأوادم والطيبين الذين خدموا بيروت طوال عمرهم.
أيها الحضور الكرام، تقديرا لعطاءات السيد هشام جارودي من أجل لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وكلفني وشرفني أن أقلده إياه، في هذه المناسبة وأن أتقدّم منه بأحرِ التهاني".
ثم تحدث جارودي فقال: "إنه شرف كبير لي أن أكون هنا في هذا السراي الكبير، بدعوة كريمة من دولتكم وسط هذه النخبة من أهلنا في بيروت وكل لبنان تكريما للنادي الرياضي في بيروت. وكلنا يعلم بالدور الذي قمتم به يا دولة الرئيس لدعم هذا النادي، فقد كنتم الأب المشرف على مسيرته حتى اليوم".
أضاف: "وإذا كان لي شرف قيادة مسيرة هذا النادي العريق لربع قرن ونيف، فإنني حلقة في سلسلة عمرها 75 عاما قام بإطلاقها شباب مندفعون بشغفهم الرياضي وحبهم لكرة السلة التي كانت قد نالت شهرة عالمية في ذلك الحين.
هؤلاء كانوا في التزامهم وأخلاقهم ونبلهم وعزيمتهم مثالا يحتذى في العطاء وفي تكريس كل جهودهم لنهضة الناشئة في لبنان وفي بيروت الحبيبة بصورة خاصة. ومن هؤلاء الكبار الذين رصوا الصفوف بعزيمتهم وجهدهم ومالهم: حسين سجعان، وفيق النصولي، يوسف شاكر، عبد الستار طرابلسي، رفيق المحب، عدنان صيداني ومصطفى شاكر وسواهم. ومن اللاعبين الكبار أسماء لمعت منها، السفير خليل مكاوي والدكتور إبراهيم دبوس والمهندس زياد غندور وعبد الحفيظ وتار وسهيل وجميل سابيلا ومحمد بكري وفاروج أزاديان ونبيل سنو وغيرهم، ومن بعدهم وليد دمياطي وياسر الحاج وجاسم قانصوه واليوم جان عبد النور وعلي حيدر وإسماعيل أحمد وأمير سعود ووائل عرقجي وعلي محمود ورفاقهم الذين نعتز بهم. إلى جانب فريق السيدات للنادي الرياضي وعلى رأسه السيدة نائلة علم الدين جارودي والتي قادت هذا الفريق إلى تحقيق انتصارات لبنانية وعربية وأوروبية".
وتابع: "وكما كان النادي الرياضي مدرسة تخرجت منها أجيال من لاعبي كرة السلة، فهو الخزان الذي يزود فرق الدرجة الأولى ومعظم الفرق اللبنانية بلاعبين متألقين لهم بصمات كبيرة في البطولات وفي رفع اسم لبنان عربيا ودوليا.
إن تكريمكم لي اليوم يا دولة الرئيس، هو تكريم لهذه المسيرة الطويلة للنادي الرياضي ولنهضة كرة السلة التي يعتبر النادي الرياضي من أبرز أعمدتها. وأقول هنا، أنه لولا وجود الأندية اللبنانية الشقيقة ولولا التنافس والندية الشريفة التي رفعت أعلام لبنان في محافل كرة السلة العربية والدولية لكان ذكر لبنان في الحقل الرياضي محصورا ضمن الأنشطة المحلية.
إن هذه المسيرة الكبيرة الطويلة للنادي الرياضي وهذا السجل المشرف الذي تعكسه مئات الكؤوس التي تزين خزائن النادي ما كان ليتحقق لو لم تكن بيروت حاضنة لناديها، ملتفة حوله، داعمة لنهضته على مدى السنوات الطويلة.
في ذهني اليوم أشخاص يبقون في ذاكرتنا إلى الأبد، أعني هنا المغفور له صائب سلام والمغفور له الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لقد كان لهذين الرجلين مواقف اعتزاز بالنادي الرياضي وبمسيرته، كما أحيي معكم يا دولة الرئيس، رئيسنا الفخري دولة الرئيس تمام سلام الذي كان سندا لي طيلة سنوات رئاستي وما زال معنا اليوم حاضنا لهذا النادي، أطال الله عمره.
إذا كنت أعترف بأن دروب هذه المسيرة الرياضية الكبيرة لم تكن دائما مليئة بالورود والرياحين، فإن التزامنا والتزام الداعمين لنا مكننا من تجاوز كل الصعوبات وخاصة المادية. واليوم أقف وأسلم الأمانة للشباب لإكمال المسيرة داعمين لهم في المستقبل. وهنا شكري الكبير لمجلس إدارة هذا النادي طيلة مدة رئاستي والذي كان اليد اليمنى لي في كل ما وصلنا إليه. وأشكر كذلك زوجتي لينا وأولادي المهندسة ناديا والمهندس تمام والدكتورة ثريا لهذه السنوات الطويلة التي عاشوها معي في رحاب النادي الرياضي، بما فيها من الدمعة حينا والفرحة أحيانا بأفراحها وأتراحها. فشكرا لعائلتي الصغيرة والحبيبة.
أما الشكر الأكبر فلعائلتي الكبيرة التي هي أنتم حولي ومعي اليوم، أنتم عائلتي التي عاشت كل هذه السنوات إلى جانبي وما قصرت يوما بكل دعم أو محبة أو تهنئة، فألف شكر لحضوركم".
وختم :"دولة الرئيس، لكم مني كل تحية إكبار وشكر من القلب على ما تحملتموه معنا طيلة هذه المسيرة، والشكر على دور رئاسة مجلس الوزراء في متابعة نهضة النادي الرياضي وسائر الأندية على مر السنين. والشكر على تكريمي بالوسام الذي منحني إياه مشكورا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي قلدتموني إياه اليوم. هذا الوسام هو لكل لبنان ولكل بيروت ولكل محب للرياضة ولكل ناد يجاهد مثل النادي الرياضي بأنشطته لخدمة الشبيبة والناشئة في منطقته. وهو وسام على صدر مجلس إدارة هذا النادي العريق ولكل لاعب ولاعبة فيه، ولكل لاعبي كرة السلة في لبنان. وهو وسام للهيئة الأدارية والرياضية في النادي، كما هو وسام على صدر كل المدربين وصدر جمهور النادي الرياضي العريق".