ليس الإعلام الدولي هو الوحيد المواكب لتطورات قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي منذ اختفائه في 2 تشرين الأول/أكتوبر حتى تأكيد السعودية مقتله داخل قنصليتها بإسطنبول مساء الجمعة 19 من الشهر نفسه، فمواقع التواصل الاجتماعي سايرت القضية منذ البداية بالأخبار المتناقضة وبالتعليقات على هذا الحادث، على غرار "تويتر" الذي تحول إلى حلبة إلكترونية يتنافس فيها الموالون للنظام السعودي والمناهضون له.
ومن بين الوسوم (الهاشتاغات) الأكثر تداولا باللغة العربية نهاية الأسبوع حول القضية: #أين_ جثة _جمال؟ و #خشاقجي _شهيد _الكلمة ثم "#مع_ولي_عهدنا_بالمنشط_والمكره".
وتحت هاشتاغ #أين_جثة_جمال تساءل مغرد "إكرام الميت دفنه...أين هي جثة جمال؟ فيما أضاف ناشط آخر: "المشكلة ليست فقط اعترافهم بمقتل خاشقجي، لكن الطامة الأكبر هي أين جثة خاشقجي بعد مقتله ومن سمح لهم بإخفائه؟
أما المغرد الذي سمى نفسه الأنصاري والذي ظهر بصورة لجمال خاشقجي، فقد تساءل: "أبو منشار أين جثة جمال؟". ويعد هذا السؤال من أبرز الأسئلة التي تداولها المغردون على تويتر وذلك غداة اعتراف السعودية بمقتل الصحافي السعودي المعارض خلال شجار وقع داخل قنصلية البلاد بإسطنبول.
وطالب المغردون عبر هذا الهاشتاغ من السلطات السعودية تبيان الحقيقة وإظهار جثة خاشقجي لوضع حد للروايات "الفظيعة" التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما المغرد سلطان العمر فكتب "السؤال الأهم وأفضل من البحث المضني للأتراك عنه في غابات وحواري وضواحي إسطنبول#أين_جثة_جمال_خاشقجي؟ ليدفن بالبقيع كما أوصى رحمه الله"، أما عبد الرحمن العجمي فدون "في أوطان ’التيه‘ ستسمع كثيرا أين .. أين .. أين #أين_جثة_جمال_خاشقجي".
أما الهاشتاغ الثاني الذي تم تداوله بكثرة على تويتر فحمل عنوان "#خاشقجي_شهيد_الكلمة". وتم إنشاء حساب على تويتر بهذا العنوان من قبل محمد لبريغي من المغرب الذي تابع ولا يزال يتابع جميع التطورات المتعلقة بمقتل الصحافي السعودي. فكتب مثلا: "هناك من يكتب التاريخ بإنجازاته وهناك من يلوث التاريخ بأفعاله حكام الغرب مستعدون لمحاربة العالم من أجل شعوبهم وبدون تطبيل أما حكام العرب فمستعدون لمحاربة شعوبهم لتبقى كراسيهم".
كما نشر تغريدة أخرى بشأن مقتل خاشقجي وهي "#قول_كلمتك_وامشي. رحم الله روحك يا #جمالولعن الله قاتليك".
بالمقابل، تعددت أيضا الحسابات والتغريدات المساندة للنظام السعودي وعلى رأسه ولي العهد محمد بن سلمان الذي تتجه جميع الأنظار صوبه إثر تأكيد خبر مقتل خاشقجي. لقي "الهشتاغ" "#مع_ولي_عهدنا_بالمنشط_والمكره" شعبية كبيرة على موقع تويتر. وقام الناشطون، غالبيتهم من السعودية، بمدح الأمير محمد بن سلمان قائلين "الله ينصرك يا أبو سلمان".
من جهته، كتب الشمري، وهو ناشط سعودي آخر على صفحته على تويتر: "معك يا سيدي في الشدة وفي اللين. وكل هذه المشاكل ما تزيد فينا إلا حب فيك. إلى الأمام سيدي".
فيما أضاف خالد بن سعود دفاعا عن الأمير سلمان: "اعلموا يا إخواني أنهم يهاجمونه لأن طموحه يبلغ عنان السماء، ونحن معه في بناء دولة تنافس جميع الدول".
أما علي المالكي فلقد أضاف في تغريده: "وهبناك الروح والمال والولد"، فيما أرفق بتغريدة أغنية تمدح محمد بن سلمان، تغريده أخرى كتب فيها "كلنا سلمان وكلنا محمد". ويبين شريط فيديو جمعا غفيرا من السعوديين وهم يرقصون ويصرخون معلنين ولاءهم لمحمد ولسلمان
وتجدر الإشارة إلى أن عددا كبير من السعوديين شاهدوا هذه التغريدات (بين 5 إلى 10 آلاف مشاهدة). هذا الأمر يدل ربما على أن هناك إستراتيجية إعلامية خططت لها الدوائر الإعلامية السعودية لمواجهة الانتقادات العالمية.
طاهر هاني
نشرت في : 22/10/2018
