إختتمت حركة “أمل” – إقليم الجنوب، إحياء فعاليات ذكرى عاشوراء، بمسيرة عاشورائية ضخمة، بعنوان “عقيدة وثبات”، أقيمت بعد ظهر اليوم، في مدينة النبطية، وشارك فيها الآلاف من أبناء الجنوب.
إنطلقت المسيرة التي واكبتها حراسة أمنية مشددة من قبل الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والأمن العام، من أمام المدرسة الإنجيلية الوطنية في المدنية، واخترقت شارع مرجعيون، باتجاه محيط السراي الحكومي، وامتدادا نحو شارع محمود فقيه ومحيط النادي الحسيني، وتقدمها حملة الرايات والأعلام اللبنانية وأعلام حركة “أمل” وصور الامام القائد السيد موسى الصدر والرئيس نبيه بري وقادة الحركة وشهدائها، إضافة إلى مجسمات تجسد واقعة كربلاء وموكب السبايا.
وانتظم في المسيرة أعضاء الفرق الموسيقية والرمزية من مختلف الأعمار والفئات في “كشافة الرسالة الإسلامية” و”الدفاع المدني”، عضوات مكتب “شؤون المرأة” في الحركة، أمهات الشهداء في الحركة، اللواتي حملن صور أبنائهن، وآلالاف الحركيين، الذين تراصوا في صفوف طويلة، معصوبي الجباه، مرتدين لباسا موحدا بالأسود والأخضر وكذلك الأكفان البيضاء، مرددين اللطميات والهتافات الحسينية والأناشيد الدينية الحماسية، وعلى جانبي الطرقات وأسطح المنازل اصطفت حشود شعبية مؤيدة.
وشارك في المسيرة، المعاون السياسي لرئيس مجلبس النواب نبيه بري وزير المالية علي حسن خليل، والنواب: هاني قبيسي، محمد نصرالله وياسين جابر، ممثل النائب السابق عبد اللطيف الزين المحامي سعد الزين، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، رئيس مجلس الجنوب عضو هيئة الرئاسة في الحركة الدكتور قبلان قبلان، عضو هيئة الرئاسة في الحركة الدكتور خليل حمدان، رئيس المكتب السياسي للحركة جميل حايك، إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، نائب المفوض العام لكشافة الرسالة الإسلامية في لبنان حسين عجمي، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى نبيه بري الحكومي الجامعي في النبطية الدكتور حسن وزني، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جابر، رئيس اتحاد بلديات الزهراني علي مطر، رئيس بلدية مدينة النبطية الدكتور أحمد كحيل، مدير مكتب الرئيس نبيه بري في المصيلح العميد محمد سرور، مسؤولة شؤون المرأة المركزي في الحركة الدكتورة رباب عون، قائد سرية درك النبطية العقيد توفيق نصرالله، المسؤول الإعلامي المركزي للحركة الدكتور طلال حاطوم، مدير مكتب الحركة في طهران عادل عون، المسؤول التنظيمي للحركة في الجنوب باسم لمع، أعضاء هيئة الرئاسة في الحركة والهيئة التنفيذية والمكتب السياسي وقيادة الإقليم والمناطق الحركية في الجنوب، وفد من حزب “البعث العربي الاشتراكي” في الجنوب ضم أمين فرع الحزب في الجنوب أحمد عواضة عاصي، المسؤول السياسي للبعث في النبطية فضل الله قانصو، وفد من السفارة الإيرانية، وفد من “حزب الله”، لفيف من العلماء، وفود حزبية وعسكرية واجتماعية وممثلو أحزاب وقوى وطنية وإسلامية لبنانية وفلسطينية وجماهير حركية.
ولدى وصول المسيرة إلى محيط النادي الحسيني، رحب عضو قيادة الحركة في الجنوب محمد عز الدين عواضة، بالحشود، وألقى حمدان كلمة، نقل في مستهلها “تحيات دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بري إلى مدينة الإمام الحسين، مدينة النبطية، وإلى كل المشاركين في المسيرة”، معاهدا ب”الاستمرار على نهج الإمام الحسين وخط الإمام موسى الصدر، وعلى درب الشهداء المقاومين وشهداء الحركة”.
وقال: “السلام على الشهداء الأبرار، شهداء أفواج المقاومة اللبنانية أمل، وجرحاها ومجاهديها، وعلى جميع الشهداء المقاومين على درب الحسين. السلام على الشهداء القادة محمود وداوود وحسن، في يوم استشهادهم. نعم، من حركة أمل من الذي كتب بدم جرحه الراعف في عين البنية، كونوا مؤمنين حسينيين، ومن ذرف دمعا على الحسين ونزف دما من شغاف القلب، محتفظا بوصية أولاها إلى قيادته وعائلته، مشيرا باتجاه الحق والصواب، أمضوا على درب علي الأكبر والعباس، ولا تقروا إقرار العبيد، فاستحالوا حرية للآتي من الأجيال، طالما لثموا الأرض حبا وعبادة، فكان التحرير. زرعوا هاماتهم في الأرض لتتلع زيتونتنا جيدها وخرج العدو يجرجر أذيال الهزيمة، يحكي عن معجرة الأرض، التي تبتلع محتليها”.
أضاف: “هنا في النبطية مدينة الحسين عام 1983، هزم الصهاينة بنداء حيدر حيدر، وفي معركة انتصرت القبضة الحسينية على القبضة الحديدية، إسألوا خلدة ووادي الحجير والبقاع الغربي وبيروت الأبية والضاحية الشموس والبقاع الراعد وصور وجبل الريحان ومرجعيون والخيام وبنت جبيل، يأتيك نبأ الذين صمدوا واقتحموا وحرروا باسم الإمام الصدر، ومع الأخ الرئيس نبيه بري، بقيت تعاليم الإمام إذا التقيتم العدو الإسرائيلي قاتلوه في كل شبر، فكان النصر المحتم، وما زالت ترددات رجع الصدى وقول الإمام “سلوكنا الحسيني يفرض علينا الدفاع عن أرضنا وحمل مسؤولية شعبنا”.
وتابع: “لقد أسقطتم كل رهان على انحسار المد الجماهيري الواعي لحركتنا، وتؤكدون أن حركة أمل تتجدد مع كل إشراقة صباح، مع أذان الفجر وصلاة المغيب، فمرجة رأس العين في ذكرى تغييب الإمام الصدر وأخويه، تشهد على وفائكم للامام الصدر وأخويه، للشهداء لمسيرة أمل، أجل في ساحة القسم في بعلبك تراصت الصفوف وتزاحمت النفوس الأبية على العهد والوعد، ويبقى القسم هو المعبر الحقيقي للدفاع عن المحرومين: قسما لن نسكت ما دام في لبنان محروم واحد ،والمقاومة خيار دشنه الشهداء، وما زلنا نرفع راية المقاومة ونعد ونستعد، وما زالت القبضة الحسينية شعارنا، وستبقى الحل الوحيد في مواجهة القبضة الحديدية”.
وأردف: “أجل، حركة أمل حاضرة بأهلها بكشافتها، كشافة الرسالة الإسلامية، بكوادرها وعناصرها ومناصريها، أخوة وأخوات. فهذه المسيرة الكربلائية في النبطية تشهد ومجالس معوض، وكل مجلس في الجنوب والبقاع وبيروت وعلى مساحة لبنان وبلاد الاغتراب”.
واستطرد: “مسيراتكم تشهد من بعلبك إلى بيروت، ومن صور إلى كل مدينة وقرية ودسكرة، ونحن ما زال رهاننا على أن خط الإمام الصدر وفكر الإمام الصدر، هو المعبر الحقيقي عن الإسلام القرآني، في زمن شوه فيه أهل النفاق صور هذا الدين الحنيف، وما زال رهاننا على التزامنا بالقضايا القومية والإسلامية، وفلسطين ستبقى المكون الجمعي للعرب والمسلمين والأحرار في العالم”.
وأكد أن “الوحدة الوطنية أساس، ورفض المذهبية والطائفية أساس، وبناء مؤسسات الدولة أساس لمواجهة كل التحديات، لأننا نعلم كما أنه هناك أسلحة نارية تقتل وممارسات إرهابية تفجر، وتشكل خطرا علينا، كذلك هناك قنابل غبية على شكل إثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين أبناء البلد الواحد، وتعمل على بث الأفكار المشوهة خلقا وخلقيا، عندما يتسامحون مع العدو الصهيوني واعتداءاته وتهديداته، فيما يوجهون سهامهم على العلاقات مع سوريا، ويشككون بدور المقاومة، وينالون من الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، معتبرا أن “كل هذه التوجهات لن تخدم لبنان، لذلك نؤكد على العلاقة المميزة مع سوريا، ونرفض أي حملة ظالمة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونثمن دور الجيش اللبناني والمقاومة الباسلة، درع لبنان، ونؤكد على الوحدة الوطنية، أفضل وجوه التحدي والتصدي لكل ما يحاك ضد لبنان، ونلفت عناية البعض إلى أن الذي يمنع لبنان من الاستفادة من ثروته النفطية، هو العدو الصهيوني والمتحالفون معه، فإلى متى مجانبة الحقيقة وخلق معارك وهمية”.
ورأى أنه “أمام هذه التحديات الكبيرة، نؤكد على ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لأن الأزمات تطرق الأبواب، وعلى جميع المستويات، سواء كان على المستوى الاقتصادي أو المالي، أو على مستوى الخدمات من ماء وكهرباء ومعالجة أزمة البطالة، التي تجاوزت الثلاثين في المئة، هنالك جيش من الخريجين الجامعيين ينتظرون، ففي الوقت الذي ندعو فيه إلى إعادة المهجرين إلى سوريا وإلى بلدانهم، هناك من يعمل على تهجير هذه النخب والكفاءات إلى خارج وطننا لبنان”.
وختم: “حيال الإسراع في تشكيل الحكومة، تسمعون ونسمع وتقرأون ونقرأ، عن تعقيدات من هذه الجهة أو تلك، بسقوف مرتفعة، بالرغم من التحديات الحاضرة داخليا والمحيطة بنا خارجيا، ولكن هل سمعتم أي محلل يقذف بالكرة على حركة أمل، وحلفائنا الأخوة في حزب الله على أنهم يعرقلون. بل العكس يسجل لنا أننا سهلنا منذ البداية، ما يسهم في تشكيل الحكومة العتيدة، استشعارا منا بالمخاطر الداهمة على لبنان، ينبغي أن يسجلوا شهادة بأننا حريصون على لبنان ومستقبل شعبه، وعلى الباقين أن يتنازلوا حرصا على هذا البلد، لأننا نخشى في هذه الظروف الصعبة والمعقدة أن ينزلق البلد إلى هوة لا نستطيع الخروج منها، وقد نصل إلى وقت أن استفاق البعض متأخرا، فلن ينفع ساعتئذ أي علاج حتى أبسط الأمور، ونسأل أمام كل هذه المخاطر هل يجوز إبراز الخصوصيات على حساب عملية النهوض الوطني، حتى أن البعض يتحدث عن أزمة نظام وليس أزمة حكم فقط”.