قُدّمت 444 شكوى لهيئة الرقابة على المحتوى الإذاعي والتلفازي في تركيا ضدّ البرنامج الحواري، الذي يُنشّطه الكاتب والباحث التركي "عدنان أوكتار"، الذي يُعرف باسم "عدنان هوجا"، وذلك خلال الأسابيع العشرة الماضية.
تركزت الشكاوى بحسب وكالة "الأناضول" التركية، ضد برنامج "حوارات مع عدنان أوكتار"، حول تجاوزه حدود "الأخلاق العامة"، والمساس بالمبادئ والقيم المعنوية، والتأثير سلباً على حماية الأسرة والطفولة، حيث بلغ عدد الشكاوى في هذا الصدد 299 شكوى.
وعدنان أوكتار- أو هارون يحيى كما يعرفه البعض- باحثٌ ومفكرٌ ورجل أعمالٍ تركي، أثار الكثير من الجدل منذ ظهوره، سواءً بسبب منهجه العلمي وأفكاره، أو ممارساته الشخصية التي يعدها البعض مخالفةً لتعاليم الدين الإسلامي.
"الداعية الإسلامي" كما يصف نفسه، يظهر في حلقة ليشرح الشريعة وقيم التسامح في الإسلام، لكن بشكلٍ مختلف، إذ يظهر أمام راقصات وفنانات إغراء مرتديات ملابس مثيرة وأمامهن زجاجات الخمر- في ممارساتٍ يحرمها معظم علماء الإسلام.
ويقول أوكتار عن نفسه أنه "مفكر إسلامي عصري" مناهض للإلحاد والمادية والداروينية، ويعده البعض كأبرز المدافعين عن نظرية "الخلق" في مقابل نظرية التطور، إلا أن الباحث التركي وصاحب الفهم الإسلامي المختلف لم يحظَ بأي مصداقية من جانب المؤسسات الأكاديمية المعتبرة حول العالم.
ويحل أوكتار كمقدم برامج وضيف دائم على قناته A9TV الواقعة في إسطنبول، وعلى الرغم من أن برنامج أوكتار ديني، إلا أنّ حجم الاعتراضات على ما يعرضه من محتوى كان هائلاً.
ووصل عدد العرائض التي تطالب بإغلاق القناة وإغلاق كل وسائل بث البرنامج إلى 261، في الوقت الذي قدم فيه 151 مواطناً شكاوى تتعلق بإساءة البرنامج للدين والعرق والمذاهب.
علاوة على ذلك، تقدم 121 مواطناً بشكاوى مباشرة تتعلق بشخص عدنان أوكتار، بينما قُدمت 102 شكوى تتعلق ببث البرنامج لمحتوى جنسي، و52 شكوى تقول إن البرنامج يؤثر على الأطفال، و14 شكوى تشير إلى الإساءة للمساواة بين الجنسين.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل لجأ بعض المواطنين إلى تقديم الشكاوى إلى مركز الاتصال الخاص برئاسة الجمهورية، ومركز الاتصال الخاص برئاسة الوزراء، حيث بلغ عدد الشكاوى المُقدمة للجهتين 22 شكوى، وقال أحد المواطنين في إحداها إن "هذا البرنامج يسيء للمجتمع وللدين، ويحط من القيم والأخلاق، في الوقت الذي لا يتخذ فيه المسؤولون أي خطوة لمنعه. كما أنه ليس باستطاعة أي أحد إيقافه سوى هيئة الرقابة".
لكن هيئة الرقابة أكدت أن هذا البرنامج يُبث عبر شبكة الإنترنت، من خلال موقع يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، التي تُعتبر خارج نطاق عمل هيئة الرقابة، وليس عن طريق قناة "A9".
في المقابل، أكد المواطنون أن البرنامج يستخدم شعار قناة "A9" خلال بثه على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، في حين ردت هيئة الرقابة على ذلك بقولها إن هذه المواقع تقع خارج نطاق رقابتها وتصرفها. ونتيجة لذلك، لم تستطع هيئة الرقابة فرض عقوبات لمنع بث هذا البرنامج على الرغم من الشكاوى التي وصلت لها.
(هافنغتون بوست)