اعتبرت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين أننا "أمام فرصة مهمة يمكن أن تشكل مفصلاً في المسار التنموي اذا أحسنا التعاطي معها، انها عملية استخراج الثروة النفطية واعتقد اننا يمكن ان نبدأ من هنا من مهنية جبل عامل بالاستعداد لهذا الاستحقاق من خلال استحداث فروع مهنية متخصصة في مجال النفط".
وفي تصريحٍ لها خلال زيارتها مكان عملية الإستشهادي حسن قصير في البرج الشمالي، قالت عزالدين: "هذه الثروة الواعدة ستتطلب العديد من فرص العمل خاصة ان القانون ألزم الشركات توظيف اللبنانيين وبأن تصل نسبتهم من موظفي الشركة 80% واي نشاط اقتصادي يساهم بتأمين فرص العمل يشكل مساهمة بتأمين مقومات الصمود لأهالي هذه المنطقة، انطلاقاً من العنصر البشري والطاقات الانسانية، فالتنمية البشرية هي مفتاح تطور المجتمعات وهي عنصر المناعة وكذلك الحماية من كل أشكال الانحرافات الوطنية والاخلاقية والفكرية".
وكانت عزالدين وضعت اكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهيد قصير، بالقرب من مؤسسة جبل عامل المهنية في البرج الشمالي، وهو المكان الذي نفذ فيه عمليته الاستشهادية، وقالت: "افتتح زيارتي اليوم الى صور من مؤسسة جبل عامل المهنية التي يختصر تاريخها تاريخ صور ومحيطها لا بل تاريخ الجنوب. نحن في مؤسسة انشئت بمبادرة من الامام المغيب السيد موسى الصدر في بداية ستينات القرن الماضي وجاء المشروع ليملأ فراغا تركه غياب الدولة الذي سبب حرمانا للمنطقة ولأهلها من ابسط الحقوق المعيشية والوطنية في مراحل حساسة ودقيقة، كان العدو الاسرائيلي يمعن فيها استباحة للأرض والانسان وكنا في تلك المرحلة ندفع الغرم ونحرم من الغنم بحسب عبارة الامام السيد عبد الحسين شرف الدين".
وأضافت: "نحن في مؤسسة قامت على رؤية واضحة واستراتيجية لهذه المنطقة تقوم على تأمين المؤسسات التربوية التعليمية الكفيلة بتأمين فرص العمل وبتثبيت الجنوبيين في ارضهم ليقوموا بدورهم الوطني بمقاومة العدو المحتل والطامع بأراضينا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية".
وتابعت: "لا أبالغ اذا قلت ان هذه المؤسسة ساهمت في إحداث التحول الكبير في الجنوب حيث هنا تجسدت ثنائية البندقية والعلم، وبالتالي تأسست معادلة التنمية والتحرير التي نمت بدماء الشهداء وبعرق المجاهدين والمزارعين والصيادين وبالمجهود العلمي الفكري الثقافي لأساتذة الجنوب واطبائه ومهندسيه ومحاميه وعلمائه، فمن هنا خرجت أفواج من كوادر المقاومة اللبنانية أمل ومجاهدوها، وكانوا كموج البحر لم يتوقفوا حتى أنجزوا المهمة الوطنية التاريخية الكبيرة".
وقالت: "هنا زرع الامام الصدر ليثمر زرعه بعد عقود من الزمن انجازاً تاريخياً استراتيجياً في مواجهة العدو الاسرائيلي وقوة وردع ومعادلات قادرة على جعل العدو يحسب ألف حساب قبل أن يتجرأ على أرضنا او مياهنا او ثرواتنا النفطية".
واعتبرت أنه "في مؤسسة جبل عامل أسس الامام الصدر لمسار تنموي واع وهادف ومدروس ليستكمل بكل اصرار وتصميم وجدية وفعالية مع دولة الرئيس نبيه بري الذي أدخل هذه المنطقة الى خارطة التنمية في لبنان رغم الصعوبات والعقبات التي سادت في الماضي والمستمرة حتى اليوم في ظل غياب خطة وطنية للانماء المتوازن".
وقالت: "اليوم كما دائما نكرر ان لا تراجع عن هذه المسيرة وان حقوق الجنوب التنموية كما حقوق البقاع وعكار وكل المناطق المحرومة لا تساهل تجاهها، وها هي المسيرة التنموية مستمرة بقيادة ورعاية الرئيس بري".
المحطة الثانية للوزيرة عز الدين كانت في بلدة دير قانون النهر، حيث مسقط رأس الاستشهادي قصير، فوضعت اكليلا من الزهر على النصب التذكاري للشهيد عند مثلث دير قانون، لتزور بعد ذلك والدة الشهيد قصير في منزله، حيث إعتبرت أنها "تذكرنا بكل الأمهات اللاتي قدمن فلذات أكبادهن على مستوى كل الوطن وكرامته وكرامة الجنوب والانسان ليعيش بعزة وفخر".
وقالت: "نستذكر هذا الشاب الملائكي الذي عرج بمعراج الشهادة والفداء ملتحقا بالقافلة النورانية للشهداء، ومعه نعاهد ونقول أننا سنبقى على عهدكم وعهد الامام موسى الصدر المغيب وعهد الشهداء جميعا الذين استشهدوا وزرعوا اجسادهم في الأرض دفاعا عنا وعن كل حبة تراب في وجه المطامع الاسرائيلية بثرواتنا وأرضنا ومياهنا".
وأكدت ان "حركة أمل برئاسة الاستاذ نبيه بري ستبقى حارسة لمسيرة النهضة والتنمية والتحرير مع شركائنا في الوطن من أجل الوصول الى وطن المواطنة والانسان الكريم العزيز والوطن المتوازن والمتزن".