في وقت لم تنطفىء بعد نار الشريط المسرّب للكلام الهجومي لوزير الخارجية جبران باسيل على رئيس مجلس النواب نبيه بري، سقط على المشهد الداخلي تسجيل من نوع آخر، ظهر في مقطع من مقابلة لباسيل مع مجلة "ماغازين" الفرنسية تناول فيها "حزب الله" بالانتقاد والاتهامات، حيث ورد في هذا المقطع انّ باسيل اعتبر انّ الانتكاسات التي وقعت مع بري "تركت بصماتها بوضوح على العلاقة مع "حزب الله"، ولكن من دون التشكيك في التحالف الاستراتيجي الذي صمد أمام العديد من المصاعب".
واعتبر أنّ الحزب "يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية في الموضوع الداخلي، وإن كل لبنان يدفع الثمن"، وأنّ في وثيقة التفاهم مع الحزب "بندا أساسيا يتعلق ببناء الدولة، ولكن ولسوء الحظ هذه النقطة لم تطبّق بحجة الاعتبارات الاستراتيجية".
وتوقف الحزب عند هذا الكلام، ولكن من دون ان يُبدي موقفاً علنياً.
وأكدت معلومات موثوقة لـ"الجمهورية" انّ تواصلاً تمّ بين الحزب و"التيار" على خلفية هذا الكلام لاستيضاح موجباته وخلفياته. وعكس مسؤول في الحزب عدم ارتياح الى هذا الكلام، وفضّل عدم الادلاء بموقف، الّا انه قال لـ"الجمهورية": "نحاول ان نستوضِح الامور والوقوف على دقة ما قيل، وأعتقد انّ هناك توضيحات".
وقالت اوساط مراقبة لـ"الجمهورية": "اذا كان فيديو "محمرش" تسريباً وأدى الى توتر علاقة "التيار" وعون مع "أمل وبري، فكلام باسيل لـ"ماغازين" هو تصريح رسمي من شأنه ان يوتّر العلاقة بين "التيار" و"حزب الله"، وبالتالي مع أمينه العام السيد حسن نصرالله"، مشيرة الى انّ توضيح مكتب باسيل "يؤكد مضمون الكلام الذي قاله لـ"الماغازين".
وبحسب الاوساط نفسها فإنّ البلد دخل في مرحلة جديدة قد يرافقها تغيير في المواقف في ضوء التطورات التي تجري في المنطقة او التي ستشهدها المنطقة قريباً".
(الجمهورية)