نفت مصادر في وزارة الخارجية التركية ادعاءات أفادت بإعطاء أنقرة تعهدات لروسيا باقتصار العمليات العسكرية للجيش التركي ضد التنظيمات الإرهابية على منطقة عفرين فقط.
وبحسب مصادر دبلوماسية بالخارجية التركية، فإن عملية "غصن الزيتون" ضد الأهداف العسكرية لتنظيم "ب ي د" الامتداد السوري لتنظيم "بي كا كا" الإرهابي شمال غربي سوريا، سيكون لها تأثير إيجابي على العملية السياسية.
كما شددت المصادر على أن أنقرة أكّدت مجدداً لروسيا وإيران (الدولتين الضامنتين لوقف إطلاق النار في سوريا إلى جانب تركيا)، رفضها القاطع لمشاركة التنظيم الإرهابي ومن يمتّ إليه بصلة، في مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده بمدينة سوتشي الروسية نهاية الشهر الجاري. وأكّدت على أن روسيا وإيران، وافقتا على الطلب المتعلق بعدم مشاركة "ب ي د" الإرهابي.
وشددت المصادر الدبلوماسية على أن مؤتمر سوتشي يقوم على أساس تعزيز المفاوضات السياسية في جنيف وتسريع وتيرتها، وأن قائمة المشاركين التي يجري إعدادها من قبل الدول الضامنة الثلاث، بالتراضي، لم تأخذ شكلها النهائي بعد. ولفتت إلى أن أنقرة سلمت روسيا قائمة ببعض الأسماء التي ستمثل أكراد سوريا في مؤتمر سوتشي وخاصة من المجلس الوطني الكردي السوري وشخصيات مستقلة أخرى.
وأشارت إلى أن تمثيل جميع شرائح الشعب السوري سوف يضفي الشرعية على سوتشي. وأكدت أن دعم تركيا لسوتشي منوط بمشاركة شخصيات معارضة ذات مصداقية، مشيرة أن "اللجنة العليا للمفاوضات" (الممثلة للمعارضة في مفاوضات جنيف) لم تعلن بعد قرارها النهائي من المشاركة في سوتشي.
ولفتت المصادر إلى أن المفاوضات المزمع إجراؤها في فيينا يومي 25 و26 كانون الثاني الجاري ستكون حاسمة في هذا الصدد. كما نوهت المصادر إلى أن تركيا حريصة على العمل مع العديد من المنصات لتحقيق حل سياسي يفرز انتخابات شفَّافة ونزيهة وحرة بإشراف لجان وهيئات دولية ذات سمعة طيبة. ولم تُغفل المصادر الإشارة إلى استمرار الانتهاكات التي تتعرض لها مناطق خفض التوتر في غوطة دمشق وإدلب، وإلى بُطء عملية إنشاء نقاط مراقبة لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب بسبب الأوضاع على الأرض.
وذكَّرت المصادر بأن اتفاق أستانة نص على إنشاء ما مجموعه 12 نقطة مراقبة لتركيا وروسيا وإيران في إدلب، مؤكّدةً أن قضية الإفراج عن المعتقلين، والتي جرى الحديث حولها في اجتماع أستانة الأخير، مازالت قيد المناقشة في إطار إجراءات بناء الثقة.
(TRT)