أخبار عاجلة
حركة الأسواق التجارية خجولة! -

شعرة معاوية السيد حسن تحفظ علاقة الثنائي الشيعي مع باسيل

شعرة معاوية السيد حسن تحفظ علاقة الثنائي الشيعي مع باسيل
شعرة معاوية السيد حسن تحفظ علاقة الثنائي الشيعي مع باسيل

بين الآونة والأخرى ووفقا لتطورات إقليمية ودولية يجاهر أركان السلطة بضرورة البحث في صيغة جديدة للنظام السياسي، على قاعدة أن الميثاق الوطني لم يعد يصلح واتفاق الطائف الذي لم يطبق، الأمر الذي يوجب مراعاة ما طرأ من مستجدات وأحداث على لبنان ودول الجوار، تمهيداً لعقد اجتماعي جديد ينبثق عن مؤتمر تأسيسي يروج له البعض كلما دعت الحاجة رداً على دعاة الفيدرالية أو ما يعرف بالتقسيم في سياق الرسائل السياسية التي تبعث بها القوى المعنية إلى بعضها البعض عند كل استحقاق أو محطة خلافية، فكل فريق يرغب بقلب المعادلة القائمة راهنا لصالحه، عملاً بما يجري في الاقليم وأجندة المجتمع الدولي التي لا ترسو على بر لأنها عرضة للمد والجزر ربطا بالمقاربات الأميركية لملفات المنطقة وعلاقة واشنطن بإيران ودول الخليج.


لا شك أن المرحلة الراهنة تنحو نحو المزيد من الخطابات الصدامية سواء بين المعارضة والموالاة من جهة أو بين مكونات الأكثرية التي تعيش تخبطاً بفعل تضارب مصالحها السياسية والاقتصادية والمالية من جهة أخرى، فالتيار الوطني الحر يكاد في الاونة الاخيرة لا يترك مناسبة إلا ويتعمد من خلالها التصويب على حزب الله، إن من خلال ترويجه لـ "اللامركزية المالية" أو من خلال تحميله كتلة الوفاء للمقاومة مسؤولية عدم مجاراته في فتح ملفات الفساد، وكل ذلك، مرده، بحسب مصادر مطلعة مقربة من الثنائي الشيعي  لـ"لبنان24" لعبة الابتزاز التي أصبحت مكشوفة ويلجأ اليها النائب العوني جبران باسيل بين الفينة والأخرى لأهداف تتصل بحسابات محض رئاسية، فهو يريد ان يحصل على "وعد" بانتخابه رئيساً لا أكثر ولا أقل.  وهنا لا يخفي احد المتابعين لمسار تفاهم مار مخايل ان شعرة معاوية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هي التي تحفظ علاقة الثنائي الشيعي مع باسيل الذي رغم بعض مواقفه  الايجابية حيال المقاومة الا ان اداءه السياسي غير مقبول على الاطلاق لجهة محاولاته المستمرة السيطرة على مفاصل الدولة والتحكم بملفات التعيينات والتشكيلات والكهرباء ومعامل الطاقة.


أحد لم ينس كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في العام 2012 عندما دعا لأول مرة إلى إقامة مؤتمر تأسيسي وطني لمناقشة بناء دولة قوية في لبنان، قائلاً لا يوجد شيء اسمه اقتصاد منطقة أو طائفة هناك اقتصاد لبناني غير قابل للتفكيك،  لكن المفارقة إن هذا الكلام لا ينسجم على الاطلاق مع ما يروج له التيار الوطني الحر في الوقت الراهن، من فيدرالية وإن كان الأخير يحاول تغليف تصريحات رئيسه وبعض نوابه وقيادييه بأنه يريد الدولة المدنية التي تتناقض مع خطابه الطائفي الذي يدخل في سوق مزايداته المسيحية التي سوف تخرب البلد .


قد لا يكون أحد من الطبقة السياسية جاهز في الوقت الراهن للدفع نحو صيغة حكم جديدة، بيد أن كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في عيد الفطر حول أن مرحلة بشارة الخوري ورياض الصلح انتهت ولم تعد تصلح لدولة إنسان ومواطن  معلناً رفضه لاستمرار نظام "الطائف"، أثار حفيظة القوى السياسية التي تظن أن هذا الكلام لا يعني صاحبه، إنما أتى بالتنسيق مع الثنائي الشيعي الذي عاد ليطرح اشكاليات النظام لا سيما أن الطائفة الشيعية  تعتبر ان ميثاق العام 1943 همشها، هذا فضلا عن ان وضعها في لبنان مختلف عن سوريا والعراق ولن تسمح باعادة النظر بدورها لا اليوم ولا غداً؛ في وقت جدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان  جريا على مواقفه ومواقف رؤساء الحكومات السابقين رفضه المسّ بصلاحية رئيس مجلس الوزراء والإخلال بالدستور.


لا شك ان الحراك الشيعي تجاه التصويب على النظام السياسي، مرده، بحسب مصادر مطلعة لـ"لبنان24" التحولات الجارية في المنطقة والمتصلة بالقرار الاميركي – الروسي بتحجيم دور ايران وأذرعتها في العراق وسوريا ولبنان، وهذا ما تظهر في بغداد مع تشكيل حكومة برئاسة مصطفى الكاظمي المقرب من الأميركيين ويحظى بدعم من دول الخليج، والذي سارع الى اضفاء تغيير على التشكيلات العسكرية  ازاحة قيادات وعناصر كانت محسوبة على قائد فيلق القدس الايراني  الراحل اللواء قاسم سليماني. الخلافات الناشبة في دمشق بين ايرانيين وفرق تابعة للنظام في منطقة قريبة من الجولان  وبين طهران وموسكو في الشمال السوري.

السعي الروسي الى اعادة تكوين الجيش في سوريا  ليكون جيش الدولة، بيد ان ايران تعمل على اعادة تكوينه ليكون جيش النظام القائم، علما ان ما يجري راهنا على الارض السورية من تشكيلات واجراءات اصلاحية يأتي بتنسيق روسي – سوري بعيدا  عن ايران. ملف المعابر غير الشرعية  الذي عاد الى الواجهة مع الحديث عن ترسيم الحدود الشرقية والشمالية والذي يحظى بدعم  من الرئاسة الأولى والتيار الوطني، عطفا على  العقوبات التي ستتوسع  على حزب الله .

 

ثمة من يظن أن المرحلة الراهنة هي لتمرير الوقت الضائع في ضوء انشغالات الولايات المتحدة بأزماتها كذلك الحال مع دول الخليج، بيد أن  المصادر المطلعة ترى أن مواقف التي صدرت عن فعاليات أساسية في الطائفة الشيعية، تعود إلى اقتناع شيعي بأن الوقت قد حان لوضع حد للنظام السياسي القائم، لا سيما أن السعودية لديها انشغالات كثيرة تتصل بالنفط وباليمن ولبنان ليس من اولوياتها، والإدارة الأميركية التي رغم حصارها الاقتصادي المتواصل على ايران، فهي منهمكة بانتخاباتها الرئاسية، علما أن الاحصاءات تشير الى فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب.


ومع ذلك، يعتقد البعض أن حزب الله يتعمد التهويل بقلب الطاولة على الاخرين وعلى وجه الخصوص حليفه الاول التيار الوطني الحر ، لا سيما بعد المعلومات التي وصلته عن اجتماعات عقدها النائب باسيل مع دبلوماسيين غربيين تمحورت حول الفيدرالية التي وبحسب الرئيس نبيه بري هي من المحرمات لأنها تأخذ منحى تقسيمياً.


وليس بعيداً، تتحدث المصادر عن تعذر تطبيق الفيدرالية في لبنان نظرا للاختلاط الديمغرافي والجغرافي الذي حصل بعد الحرب الاهلية، فضلا عن ان تعزيز مفهوم الفيدرالية يجب ان يقترن  باعادة النظر بالبنى التحتية والمرافق الحيوية، وبسياسة دفاعية وخارجية مختلفة وهذا الامر بعيد المنال.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”