وفق دراسة حديثة نُشرت في مجلة British Medical Journal نشهد ارتفاعاً متزايداً في مؤشر السكّري من النوع الثاني عند المراهقين والشباب منذ العام 1990. وهذه الظاهرة تؤثر خصوصاً على النساء والسكّان في الدول النامية.
وفق الدراسة التي نُشرت في 7 كانون الأول 2022 في المجلة الطبية البريطانية، هذا الاضطراب في زيادة مستمرّة منذ العام 1990، لاسيما عند فئة النساء والمراهقين.
ويرى معدّو الدراسة أن “مرض السكّري من النوع الثاني المبكر هو مشكلة صحيّة عالمية متنامية بين الشباب والمراهقين” حسب ما نشر موقع Topsante.
أما السكّري من النوع الأول فهو من الأمراض المناعيّة الذاتيّة التي تظهر عادة في مرحلة الطفولة أو عند المراهقين، في حين أن السكّري من النوع الثاني ناتج من اضطراب في التمثيل الغذائي يُصيب الأشخاص في منتصف العمر.
في السنوات الأخيرة، زيادة الوزن والسّمنة من العوامل الخطرة التي تزيد خطر ظهور المرض. فقد وجد الباحثون أن “مؤشّر كتلة الجسم المرتفع هو العامل الأساسيّ في الظهور المبكر للسكّري من النوع الثاني، الذي ازداد في العالم كلّه بعد العام 1990، فضلاً عن أن تلوّث الهواء والتدخين يساهمان في زيادة مخاطر الإصابة”.
وحلّل الباحثون في جامعة “هاربين” الطبيّة في الصين بيانات نحو 204 دول، بين العامين 1990 و2019، فتبيّن أنّ المصابين يقارب عددهم 4 أضعاف عدد الشباب المصابين بالسكّري منذ العام 1990. في العالم، عدد الشباب الذين شُخّصوا ازداد من 117 حالة لكلّ 100 ألف شخص في العام 1990 إلى 183 حالة في العام 2019.
ويشير الباحثون إلى أنّه “تمّ الإبلاغ عن زيادة في مؤشر السكّري من النوع الثاني في بعض الدول. في فرنسا، تضاعف عدد الأطفال والمراهقين أربع مرات مع حدوث زيادة المؤشر من 2 في المئة إلى 9 في المئة للحالات الجديدة، في حين كانت الزيادة أسرع في الولايات المتحدة وكندا وأميركا اللاتينية.
وفق الدراسة، النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و30 عاماً أكثر عرضة للإصابة من الرجال. ونشكّ في أن الحمل ومتلازمة تكيّس المبايض، التي ترتبط بمقاومة الأنسولين، قد يساهمان جزئياً في التفاوت بين الجنسين. وكان الاختلاف أكثر وضوحاً في الدول ذات الدخول المحدودة أو المنخفضة، حيث تكون متابعة الحمل أقلّ، ويكون طلب النساء للرعاية الصحيّة منخفضاً مقارنة بالرجال.
لتقليل خطر الإصابة بالسكّري، من المهم اتّباع نظام غذائيّ صحيّ وممارسة النشاط البدنيّ. ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص عرضة أكثر من غيرهم للإصابة، مثل الأشخاص الذين هم من أصول أفريقية، أو جنوب آسيوية أو كاريبيّة. كذلك هن النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيّس المبيض عرضة أكثر لخطر الإصابة. لذلك يُمكن التحكّم بعوامل الخطر وتنظيم أسلوب الحياة للتحكّم بهذه المخاطر.