كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
قد يكون التخلّص من الوزن الزائد حول محيط الخصر هو الأصعب. لكن قبل لوم عدم ممارسة الرياضة لساعات كافية وبالجهد المطلوب، لا بدّ من لفت الانتباه إلى أنه مع التقدم في العمر، فإنّ حتى الاختلال البسيط في مستويات الهورمونات قد يسبّب التصاق الدهون في البطن!
في الواقع، وجدت دراسة أخيرة نُشرت في «Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism» عام 2018 أنّ النساء بعد انقطاع الطمث اللواتي يخضعن للعلاج بالهورمونات البديلة لديهنّ مستويات أقلّ من دهون البطن مقارنةً باللواتي لا يتلقّين ذلك.
ولكن قبل التوجّه سريعاً إلى الطبيب بحثاً عن الوصفة الملائمة، هناك وسائل طبيعية لإعادة ضبط مستويات الهورمونات. خفض استهلاك السكر، وحذف الأطعمة المصنّعة من الغذاء، وتفادي بعض المواد مثل الألبان، والكحول، والكافيين… كلها تساهم في إعادة تعيين مستويات الإنسولين والسكر في الدم.
ولمعرفة إذا كان سبب تراكم دهون البطن يرجع إلى الإفراط في البيتزا والنبيذ ومأكولات أخرى أو إلى مشكلات أكبر، كشفت خبيرة الهورمونات، د. سارة غوتفريد، من هارفارد، 5 علامات تُشير إلى أنّ الهورمونات قد تكون المُلامة:
ارتفاع محيط الخصر على رغم الأكل الصحيح
إذا كنتم تتمتعون بمعدة مسطّحة معظم مراحل حياتكم ولكنّ الدهون في هذه المنطقة ظهرت بين ليلة وضحاها، فقد يرجع ذلك إلى الهورمونات. مع التقدم في العمر، يمكن للجسم أن يصبح أكثر مقاومةً للإنسولين، ما يؤدي إلى تخزين مزيد من الدهون بدل حرقها. كذلك فإنّ المرأة تصبح أكثرَ عرضة لهيمنة الاستروجين مع دخولها مرحلة انقطاع الطمث، والتي تؤدي إلى مقاومة الإنسولين وبالتالي دفع دهون البطن إلى التكدّس.
شهيّة مفرطة على السكر
إستناداً إلى الطبيبة غوتفريد، يمكن لمقاومة الإنسولين أن تملك بعض الآثار الثانوية على هورمونات أخرى مهمّة أيضاً كالـ»Leptin» الذي يُنبّه الجسم عند الشعور بالشبع. غير أنّ ارتفاع مستويات الإنسولين يؤدي في النهاية إلى زيادة الـ»Leptin»، والتي لا تعني أنكم ستتمكنون أكثر من التوقف عن الأكل! الارتفاع المتواصل في مستويات هورمون الـ»Leptin» قد يؤدي إلى خلل في مستقبلاته التي تتوقف عن إرسال إشارات إلى الدماغ لإخباره بالتوقف عن الأكل. ونتيجة ذلك، سيتصرّف الشخص بعكس الهدف من الوظيفة الفعلية للـ»Leptin»، فيستمرّ في الأكل ولا يتلقّى إطلاقاً الإشارة للتوقف عن ذلك.
توتر متواصل
يوجد عامل أساسي آخر وراء تراكم دهون البطن بسبب الهورمونات، وهو الكورتيزول. فهذا الأخير المعروف بهورمون التوتر يرتفع عندما يشعر الجسم بأنّ صاحبه يشكو من التوتر أو القلق، ما يؤدي إلى زيادة وزن ثابتة. زيادة مستويات التوتر والقلق قد تضع الجسم في نمط البقاء على قيد الحياة الذي يرفع مستويات الكورتيزول ويدفع الجسم إلى تخزين مزيد من الدهون.
تقلّبات المزاج
مع دخول المرأة مرحلتي قبل انقطاع الطمث وبعدها، تتقلّب مستويات الإستروجين لديها غالباً، الأمر الذي يسبّب تغيّرات مزاجية وزيادة في الوزن حول محيط الخصر. ووفق دراسة أجرتها جامعة «Wisconsin»، فإنّ هذا الواقع يجعل النساء أكثر عرضة لاضطرابات المزاج مقارنةً بالرجال. مستويات الإستروجين لدى المرأة تتأرجح معظم الأوقات خلال مراحل الدورة الشهرية وتحوّلات انقطاع الطمث، وهي الأوقات التي تتعرّض فيها غالبية النساء للكآبة. تتقلّب معدلات الإستروجين طبيعياً خلال التغيّرات الجسدية بعد انقطاع الطمث، الأمر الذي يسبّب تقلّبات المزاج وزيادة الكيلوغرامات. لذلك قالت غوتفريد إنه في حال العجز عن التخلّص من الوزن الزائد، يجب عدم لوم النفس والشعور بعدم القدرة على التحلّي بالإرادة الكافية لأنه يُرجّح أنّ الهورمونات هي التي تعمل ضدّ ذلك!
التعب المُزمن والعجز عن النوم
الأرق والإرهاق يُعتبران من بين العلامات المُنذرة بأنّ الهورمونات هي المسؤولة عن زيادة الوزن. قلّة النوم تسبب التعب الذي بدوره يؤدي إلى التوتر ومن ثمّ الأرق. كل هذه الأمور تعبث في الهورمونات، خصوصاً في مستويات الكورتيزول. يمكن لارتفاع الكورتيزول أن يؤدي إلى انخفاض مستويات الغدة الدرقية، ما يسبّب زيادة الوزن في محيط الخصر. ناهيك عن أنه يسبّب انخفاضاً في هورمون النموّ المسؤول عن بناء الأنسجة، ونموّ العضلات، والصحّة العامّة.