كثيرا ما يجد بعض الناس أنه يبدي الأسف لخطأ ما، بقوله كلمة آسف، ثم يعاود الكرة ليعتذر بالمزيد من التأسف حتى يدمن هذه العادة.
ووصفت جيسيكا بوسطن، خبيرة التنويم الإيحائي والعلاجي البريطانيين بأنهم من أكثر الأمم الميالة للاعتذار والمدافعين عن هذا التقليد الذي أصبح جزءا من هويتهم الثقافية.
وأضافت بأن النساء يملن للاعتذار أكثر من الرجال، خاصة أنهن يواجهن بشكل غير واعٍ ضغوطا اجتماعية تجبرهن على ذلك، بأنه يجب على المرأة أن تكون لطيفة ومهذبة.
وأوضحت أن هناك العديد من الأسباب المنطقية للاعتذار، ولكن في الوقت نفسه فإنه قد يصبح الأمر معديا ويصبح عادة أكثر من كونه مؤثرًا.
وأكدت جيسيكا من مركز “غلوبار” الصحي، أن الإفراط في الاعتدال يجعل الإنسان يعيش إحساسا منخفضا بقيمة الذات وبقلق أكبر.
بالتالي فإنه يجهل التعامل مع أي شكل من أشكال التوتر المتصوّر، لأنه لا يعرف كيف يتعامل مع مشاعر الآخرين بطريقة بناءة.
وأضافت: “لهذا فهؤلاء الناس يخافون من ردة الفعل لو أنهم لم يسارعوا بالاعتذار”.
وتابعت: “في كثير من الأحيان يكون الاعتذار لإشعار الآخرين بأننا مهذبون وقد لا يكون ذلك ضرورياً، إذ لا داعي لقول آسف باستمرار”.
النتيجة هي أن الناس ومع كثرة الاعتذار، سوف تعاملك على الأساس الذي يفيد بأنك لا تشعر بالأمان، وستكون ردة الفعل غير إيجابية.
لهذا فعلى المرء كثير الاعتذار أن يسارع لتغيير نفسه، لأن الآخرين من حوله سوف يعاملونه دون وعي وفق ما تشكل عندهم من تصور حوله.
هذا السلوك قد ينعكس حتى على دور الشخص في الحياة والعمل، فربما يترتب عنه إعطاؤه مسؤوليات أقل أو عدم الثقة الكلية فيه، باعتبار أنه يفتقد إلى الثقة بالنفس.
وكما تكون عليه أنت يراك العالم، لهذا فإن التوصية الأخيرة من الخبيرة بأنه إذا كنت ستبدو ذلك المنزعج دومًا فستصبح هكذا.
كما أن الاعتذار المتكرر سوف يصنفك من قبل الناس بأنك كثير الأخطاء، مما يجعلك تبدو بمرور الوقت غير كفؤ بل غير موثوق به.