ووفق هذه التقديرات التي نشرتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وتقديرات شركات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، فإن حوض شرق المتوسط يعد من أهم أحواض الغاز في العالم، حيث تعوم المنطقة فوق بحيرة من الغاز. وتكفي هذه البحيرة لتلبية حاجة سوق أوروبا لمدة 30 عاما، والعالم لمدة عام واحد على الأقل.
من ناحيتها، بدأت قبرص الحفر في حقل أفروديت المكتشف في العام 2011، علماً أنّها تقدر احتياطاته بـ140 مليار متر مكعب من الغاز.
وانطلاقاً من هذا الواقع، تتداخل أوجه الصراع على الغاز والنفط شرق المتوسط، وتأخذ أبعادا سياسية واقتصادية وقانونية وأمنية، ما يجعله معقدا وقابلا للاشتعال في أي لحظة.
وفي هذا الإطار، وقعت مصر وقبرص اتفاقاً في العام 2003، كما وقعت قبرص اتفاقاً مع لبنان في العام 2007، وأبرمت آخر مع "إسرائيل" في العام 2010.
في المقابل، تصاعدت التوترات بين تركيا وقبرص على خلفية استخراج الغاز الطبيعي من المياه الإقليمية.
وفيما تسبر السفن التركية، "الفاتح" و"أوروج رئيس" و"خير الدين بربروس باشا"، و"ياووز"، منطقة المياه الإقليمية لتركيا ولقبرص التركية التي تعتبرها من الجرف القاري التركي، صعدت أنقرة موقفها بالتهديد باستخدام القوة العسكرية دفاعا عن حقوقها.
من جانبها، تعارض مصر التحركات التركية وتهديدات أنقرة لشركات النفط والغاز التي تحاول التنقيب في المنطقة، معربة عن استعدادها للدفاع عن حقها في استغلال موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط.
هذا ومن المقرر، أن يبدأ لبنان أعمال الحفر في البلوكين 4 و9 في كانون الثاني المقبل.
من جهة أخرى، لا زالت سوريا خارج معادلة التنافس حتى الساعة، بفعل الحرب، الا أنها أعطت في العام الماضي حق إنتاج النفط والغاز لروسيا، كما أن الحديث يدور بشكل متكرر عن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع لبنان.
يشار إلى أن أبرز شركات النفط العالمية التي تدير عمليات التنقيب عن النفط والغاز في حوض شرق المتوسط، هي ENI الإيطالية (مصر وقبرص)، وTotal الفرنسية (قبرص)، وائتلاف Nobel Energy الأميركية مع شركة Delek الإسرائيلية (إسرائيل)، وائتلاف شركة "توتال" الفرنسية، "إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية (لبنان).