تحت عنوان مخاوف من استغلال خفض تصنيف لبنان: أجندة "صندوق النقد" جاهزة دائماً، كتب محمد وهبة في "الأخبار":احتمال خفض تصنيف لبنان من قبل وكالة تصنيف ثانية (بعد وكالة "موديز") صار أمراً وارداً جداً.
والحديث عن تداعياته يشمل، كما دائماً، تسويق الوصفة المعلّبة التي يتبعها صندوق النقد الدولي، والقائمة على زيادة الضريبة على استهلاك البنزين، ورفع ضريبة القيمة المضافة إلى 15% وتقليص إنفاق الخزينة على المتقاعدين.
في الواقع، إن خفض تصنيف لبنان من قبل "ستاندر أند بورز" لن يشكّل انحداراً إضافياً في تصنيف الديون اللبنانية، بل هو خطوة مكمّلة لما قامت به "موديز" في مطلع السنة الجارية عندما خفضت التصنيف من (B3) إلى (Caa1). فمن الوارد أن تقوم ستاندر أند بورز بخفض مماثل لتصنيف لبنان من الدرجة الحالية (-B) إلى درجة (+CCC) التي توازي (Caa1) لدى "موديز". خفض التصنيف بحسب تعريفات "موديز"، يعني الانتقال من درجة "المخاطر الائتمانية المرتفعة" إلى "المخاطر الائتمانية المرتفعة جداً"، أما بحسب تعريفات "ستاندر أند بورز"، فهذا يعني الانتقال من درجة "هشاشة تجاه عدم السداد مع وجود قدرة على الإيفاء بالالتزامات المالية" إلى "هشاشة أكثر تجاه عدم السداد مع انعدام القدرة على تغطية الالتزامات المالية في ظل ظروف اقتصادية ومالية معينة".
وبحسب مصرفيين مطلعين، فإن خفض التصنيف من قبل وكالة تصنيف ثانية، يفرض على المصارف جملة إجراءات منصوص عليها في تعاميم مصرف لبنان المتعلقة بنسب الملاءة المالية والمؤونات التي يجب اتخاذها تجاه التسليفات والتوظيفات. فالمادة السابعة من القرار الأساسي 12713 المتعلق بتطبيق المعيار الدولي للتقارير المالية رقم 9 (IFRS9) تفرض على المصارف والمؤسسات المالية "أن تجري تقييماً دورياً، فصلياً على الأقل، وكلما دعت الحاجة، لمخاطر الائتمان لكل نوع من الأصول المالية داخل الميزانية والالتزامات خارج الميزانية التي تنطوي على مخاطر ائتمانية، ولا سيما لجهة التأكد من احتمال حصول ارتفاع ملحوظ في مستوى هذه المخاطر ومن مدى هذا الارتفاع".
ويحدّد القرار الأساسي رقم 6939 وعنوانه "الإطار التنظيمي لكفاية رساميل المصارف العاملة في لبنان"، أوزان مخاطر الائتمان لمحفظة التوظيفات في السندات الحكومية التي يجب أن تتبعها المصارف انسجاماً مع التصنيفات المعتمدة. فعلى سبيل المثال، وفي حال خفض تصنيف لبنان من قبل "ستاندر أند بورز" أو من قبل شركتي تصنيف، فإنه بات يترتّب على المصارف أن تزيد أموالها الخاصة إلى المستويات المحدّدة من مصرف لبنان لنسب الملاءة المالية.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.