المجلس الدستوري يبطل "استثناءات" الكهرباء: ضربة للبستاني وبرّي؟

المجلس الدستوري يبطل "استثناءات" الكهرباء: ضربة للبستاني وبرّي؟
المجلس الدستوري يبطل "استثناءات" الكهرباء: ضربة للبستاني وبرّي؟

لا تخفي خطة الكهرباء التي طرحتها وزيرة الطاقة ندى البستاني، ارتكازها على بواخر الطاقة وزيادة التعرفة، فضلاً عن الاستفادة من عملية بناء المعامل الثابتة. وهذه المرتكزات وافق عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اختصر في جلسة الأربعاء 17 نيسان، صوت النواب بمطرقته، فشرَّع الخطة باسم المجلس النيابي، بمجمل صفقاتها. لكن المجلس الدستوري، وبعد أقل من شهر، كانت له كلمة مختلفة.

قرار المجلس الدستوري
نأى المجلس الدستوري بنفسه عن إلغاء خطة الكهرباء كلياً، وفضّل الإكتفاء بوضع الخطة على مسارها القانوني الصحيح، بغض النظر عن الألغام المخبّأة في طيّاتها، والتي تؤدي بالنتيجة إلى تدمير مؤسسة كهرباء لبنان، وتحاصص مشاريع الطاقة. إذ أقرّ المجلس يوم الإثنين 3 حزيران، إبطال الإستثناءات المتعلقة باجراء عقود لشراء الطاقة وبناء معامل الكهرباء، والتي كانت قد نصّت عليها الفقرة "ب" من المادة الثانية، التي تضمّنها القانون المعجّل، والذي تضمّن أيضاً مخالفات في الفقرة "أ"، التي تنص على "تلزيم مشاريع بناء معامل تعتمد طريقة التصميم والتمويل والإنتاج والتشغيل والتسليم إلى الدولة بعد فترة زمنية". كما تضمّنت الفقرة نفسها "حصر وضع دفتر الشروط بوزارة الطاقة والمياه".

الفقرة "ب" التي حملت عبارة: "باستثناء تلك التي لا تتفق مع طبيعة التلزيم والعقود موضوعها"، كانت بمثابة كلمة السر التي سيرتكز عليها المستفيدون لتمرير كل الأعمال المخالفة لقانون المحاسبة العمومية. وهذا اعتراف واضح بوجود مخالفات قانونية ستتم خلال تنفيذ المشاريع. والغريب أن رئيس السلطة التشريعية، مرّر المشروع، وسط صمت كل القوى السياسية، خصوصاً تلك التي ترفع شعار مكافحة الفساد وإحترام القوانين، وأن عقيدتها الدينية تمنعها من ارتكاب الفساد أو السكوت عنه، وهو حال حزب الله.

خطوة ناقصة
تكمن إيجابية قرار المجلس الدستوري في منع مخالفة القوانين في هذا المشروع، ناهيك بأنه ضربة قاسية لمن تواطأ في جلسة مجلس النواب لإقرار القانون المخالف. لكن في المقابل، خطة الكهرباء صاحبة الإنجازات الفاشلة منذ العام 2012 حتى اللحظة، ما زالت تتصدّر مشهد مشاريع الطاقة في لبنان، وذلك بفضل استماتة وزير الخارجية جبران باسيل في الدفاع عن مشروعه، وبفضل سعي باقي القوى السياسية لتقاسم المغانم مع التيار البرتقالي، وهذه الثغرة لم ينظر منها المجلس الدستوري، ليرى أن كامل الخطة فيها ضرر بالغ على قطاع الطاقة، ولعلّ المجلس في تغاضيه، التزَمَ حدود اختصاصه في السعي لضمان مطابقة القرارات والمشاريع مع القانون والدستور. فالمجلس قال عبر قراره، بأن جدوى ونتائج خطة الكهرباء تُبحث على طاولة مجلسي النواب والوزراء، أو عبر أي قناة سياسية واقتصادية، لكن بشرط الالتزام بالقانون وعدم استحداث صلاحيات مخالفة للقوانين في أي وزارة كانت.

تقديم الطعن
يُذكَر أن قرار المجلس الدستوري جاء بعد تقديم حزب الكتائب طعناً بقانون الكهرباء أمام المجلس، بعد توقيع عشرة نواب على الطعن، هم: سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش، مروان حمادة، نقولا نحاس، بولا يعقوبيان، فيصل كرامي، علي درويش، أسامة سعد وجهاد الصمد. 

ورغم وجود الطعن، لم يتوانَ المجلس النيابي عن إقرار الخطة بكامل مخالفاتها ودهاليزها، وكيف لا تمر الخطة، وهي تحمل في طياتها تحاصص إنشاء معامل توليد وتوزيع الكهرباء، بشروط تضعها وزارة الطاقة، أي بشروط تؤمّن مصالح جهات مستفيدة، حاولت قوننة التهرّب من أحكام قانون المحاسبة العمومية.

المصدر: المدن

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى خسائر فادحة في قطاع الاتصالات