إثنان وأربعون دولاراً هي ثمن مائدة رمضان في اليوم الواحد لأسرة مكونة من أربعة أشخاص. الرقم قد يكون صادماً جداً بالنسبة لذوي الدخل المحدود، ولعائلة تعيش لسنوات بالحد الأدنى للأجور. وخلال شهر رمضان، ترتفع الأسعار وفق منطق العرض والطلب، وتصبح المائدة الرمضانية يومياً، أمراً صعب المنال بالنسبة لفئات كثيرة من المواطنين.
وفق مؤشر الأسعار الصادر عن وزارة الاقتصاد والتجارة، تصل الكلفة المتوسطة لطبق "الفتوش"، الذي يعتبر طبقاً جانبياً وليس وجبة رئيسية للإفطار، إلى 5 دولارات، فالأسعار تختلف بين منطقة وأخرى، وتتراوح بين 4 و8 دولارات، ما يعني أن الأسرة تحتاج شهرياً إلى نحو 150 دولاراً كمتوسط عام، لإعداد طبق الفتوش فقط.
إضافة إلى طبق الفتوش، تحتاج الأسرة المكونة من أربعة أفراد إلى طبق رئيسي، وعادة ما يكون هذا الطبق مكوناُ من الأرز والدجاج أو اللحم، والخضار. وتختلف أسعار هذا الطبق حسب المكونات، لكن بالمتوسط، يصل سعر الطبق إلى 18 دولاراً تقريباً، ما يعني 540 دولاراً شهرياً.
كذا، درجت العادة أيضاً على المائدة الرمضانية، وجود العديد من أصناف المقبلات، أو حتى وجود طبق من الحساء الطازج، وتصل أسعار تلك الأصناف بمعدل عام إلى 5 دولارات تقريباً. كما ويزداد الطلب في رمضان على المشروبات، كالجلاب وغيرها، وبمتوسط عام، فإن سعر الليتر الواحد يصل إلى 4 دولارات. ولا تنتهي المائدة الرمضانية من دون الحلويات، والتي يصل سعرها إلى ما يقارب 10 دولارات.
وعليه، يصل متوسط سعر المائدة الرمضانية إلى 42 دولاراً، ما يوازي 9.3 في المئة من أساس الحد الأدنى للأجور. ما يعني أسبوعياً، أن تكلفة المائدة تصل إلى 294 دولاراً، وتصل التكلفة على طول شهر رمضان إلى 1260 دولاراً، أي نحو ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للرواتب.
هذه المقاربة في الأسعار، ربما تفتح المجال واسعاً لإعادة التفكير بالقدرة الشرائية للمواطنين، خصوصاً منهم ذوي الدخل المحدود، الذين يعيشون بحد أدنى لا يكفي لإطعام أسرة مكونة من أربعة أشخاص لمدة 10 أيام فقط في شهر رمضان.
المصدر: المدن