رحب حاكم مدينة إيوو الصينية وانغ جان بالوفد اللبناني البقاعي المشارك بالمؤتمر والمعرض الاقتصادي الضخم الذي استمر على مدى ثلاثة ايام، شارك فيه أكثر من مئتي شخصية اجنبية والعشرات من رجال الأعمال الصينيين، وضم الموفد كل من رئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط محمد البسط، ورئيس بلدية مكسه عاطف الميس، والملحق الإعلامي أسامة القادري، والمهندس عبد السلام القادري، ومثل الباكستان كبير بلدية إسلام أباد تري ريسمة هايانا ومندوبين من اندونيسيا ومانغوليا وسفير البحرين في الصين، والعديد من الشخصيات مثلت دول يمر عبرها مشروع الصين "الحزام والطريق"، وتمحور المؤتمر حول الرؤية والتأثيرات الإقتصادية على هذه الدول، وكيفية الإستفادة من هذا المشروع الضخم.
وطرح حاكم إيوو وانغ رؤية الصين الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية والإنعكاسات الإيجابية التي يمكن ان يوفرها مشروع الصين، واستعرض جان المراحل التاريخية لطريق الحريري، والذي كان سبباً أساسياً في تأصيل الصلة بين الدول العربية والأسيوية على اختلاف أعراقها ولغاتها، وقال أن "الحزام والطريق هو طريق المنطقة نحو الخير، ونأمل من جميع قيادات الدول التعاون وعدم التعقيد لتسريع عجلة انجاز هذا المشروع.
بدوره، رئيس مركز الدراسات والتخطيط لطريق الحرير، رانغ تمشي جان عرض مشروع الحزام والطريق، وعدد الدول المتعاونة على انجازه، واعتبر ان التأخير في انجازه يضع المنطقة في فكي التخلف الاقتصادي وسياسة تلقي الإملاءات، وقال هذا المشروع ضروري لكافة أبناء الشرق الادنى والأوسط، واي عرقلة تكون وضع العصي في عجلة تقدم المنطقة اقتصادياً، وختم "الحزام والطريق مستمر ولم يتبقى الا القليل نعمل على حلحلة بعض العقد الموجودة.
وعرض الوفد رؤية اللبنانيين وخاصة منطقة البقاع شرق لبنان، عبر تقرير تلفزيوني عرض على شاشة المؤتمر وعبر شاشات التلفزة الصينية، مبيناً فيه مدى أهمية هذه المنطقة لموقعها عند الحدود اللبنانية السورية الرسمية، وإمكانية أن تكون تلك المنطقة "ميناء جاف"، إضافة إلى إنشاء منطقة صناعية، ومعرض للمنتجات اللبنانية الصينية المشتركة، ولفت الوفد أن هذه المنطقة مؤهلة بكل البنى التحتية والخدماتية والمصرفية لأن تكون مركز للتجار الصينيين والعرب والأجانب.
وعرض رئيس اتحاد بلديات البقاع الأوسط محمد البسط الموقع الإستراتيجي للبقاع في مشاركته بمشروع إعادة إعمار سوريا، وقال "لدى البقاع القدرة في المشاركة بإعادة إعمار سوريا بدءً من قربه للحدود السورية التي لا تتجاوز المسافة بين العاصمة دمشق والبقاع 40 كلم، كما أن في البقاع مستثمرين وإقتصاديين يرحبون بالشراكة مع المستثمر الصيني والتبادل التجاري والصناعي والزراعي بين لبنان والصين، وأن يتحول لبنان "دراغون مارت"، ولفت أن لبنان بلد سياحي خدماتي يتميز بموقعه الجغرافي على البحر المتوسط وقدرته على ربط اسيا بافريقيا واوروبا كونه يمتاز بإنتظام علاقاته مع جميع الدول العربية والأوروبية، ترجمت بإتفاقيات تسهل التبادل التجاري والصناعي والزراعي مع كافة الدول العربية ومع الدول الاوروبية.
وأشار البسط أن نقطة المصنع الحدودية مع الحدود السورية الرسمية تقع في نطاق بلدة مجدل عنجر والتي تبعد عن الحدود السورية 10 كلم، مما يخفف كلفة النقل.
ووجه البسط دعوة لحاكم مدينة ايوو زيارة البقاع الأوسط، بعدما شكره على الدعوة والاستضافة.
أما رئيس بلدية مكسه عاطف الميس أكد أن في سهل مكسه المترابط مع سهل تعنايل وقب الياس وبرالياس تصلح لأن تكون ميناء جاف، وإعتبر أن منطقة البقاع يوجد فيها العديد من المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية "خاصة مجمع زون غيت السياحي" والذي يعتبر من أضخم المنشآت السياحية في لبنان، ونقل الميس تمنيات أصحاب معامل الانتاج الزراعي ومصانع المواد الغذائية، لأن يكون بين لبنان والصين تبادل تجاري صناعي باعتبار أن هذه المنتجات ذات جودة عالية وفيها كافة المواصفات الغذائية والصحية العالمية، مما يؤهلها لأن تكون رواج مهم في الأسواق الصينية.
أما رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل ياسين والذي والذي كان مشاركاً في المؤتمر ويتابع هذا الملف مع الجانبين اللبناني والصيني، أفصح "هذه الدعوة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث سبقها دعوة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الى مدينة شنغهاي والتي أثمرت بدفع العجلة لأخذ الاستثمارات الصينية بجدية أكثر، ونحن كمركز نعمل على ترتيب دعوات لاحقة لعدة بلديات أخرى وجمعيات لتشمل كافة الأراضي اللبنانية، وهناك تحضير لوفود من طرابلس وعكار، والبقاع الأوسط ليس مشروع منفرد بل يشمل كافة الأراضي اللبنانية، والدراسات جارية لتحديد ميزات المناطق اللبنانية من الشمال الى البقاع، وجبل لبنان والجنوب تحت صغية الانماء المتوازن بشقيه الاقتصادي والمناطقي".
أما لماذا تم إختيار البقاع الأوسط، لفت ياسين "الدراسات الجارية تؤكد لنا أهمية هذه المنطقة في مشروعي "إعادة إعمار سوريا"، و"الحزام والطريق"، وضرورة ربط ميناء بيروت بميناء جاف في منطقة البقاع وتكون قريبة من الحدود السورية، وعملية الربط تكون عبر نفق لسكة حديد تبدأ من ميناء بيروت يصل الى قناطر زبيدة ليدخل نفق باتجاه البقاع ومخرج هذا النفق سيكون في منطقة تابعة لنطاق اتحاد بلديات البقاع الأوسط، والبقاع الأوسط يتميز بأراضيه الشاسعة وتوسطها في كامل البقاع وربطه لكل المناطق البقاعية مع بيروت وأيضاً يربط لبنان مع سوريا.
وأشار ياسين أن الحضور الصيني إلى لبنان ليس حضوراً تقليديا، وليس هدفه تصريف البضاعة الصينية، إنما نحن نعمل لأن يكون لبنان نقطة تواصل والتقاء لكافة الدول العربية والاوروبية مع الصين. وهذا يجعل من لبنان "جوهرة" المتوسط، كونه يمتلك منطقة مهمة جداً، مؤهلة أن تكون عاصمة لبنان الاقتصادية والتي هي طرابلس بالإضافة الى موقع بيروت الاستراتيجي ووصلها بالبقاع هذا ما يجعل من لبنان ذا ثقل استرتيجي اقتصادي، ويؤهل لبنان المحافظة علىأهميته مع الاقتصاد العالمي، كما يرفع من مناعته الاقتصادية السياسية إقليمياً ودولياً لذا الطريق للخروج من جميع
الأزمات التي يمر بها لبنان هو مشروع "الحزام الطريق".