عشية عيد الأضحى.. 270 مؤسسة تجارية أقفلت أبوابها في طرابلس

عشية عيد الأضحى.. 270 مؤسسة تجارية أقفلت أبوابها في طرابلس
عشية عيد الأضحى.. 270 مؤسسة تجارية أقفلت أبوابها في طرابلس
كتبت روعة الرفاعي في صحيفة "سفير الشمال" تحت عنوان "عشية عيد الأضحى.. 270 مؤسسة تجارية أقفلت أبوابها في طرابلس": " 
أمام الأزمات المعيشية المتفاقمة جراء ارتفاع سعر الدولار يضاف اليها جائحة الكورونا والتي تتزايد نسبة الإصابة بها بشكل كبير، يُطرح عشية عيد الأضحى المبارك سؤال مشروع هو: ماذا بقي للأطفال من بهجة الأعياد وفرحة الاستعداد لارتداء الملابس والأحذية الجديدة؟!!
أحوال معيشية صعبة وظروف قاهرة حرمت الجميع فرحة العيد كما تُفقد الأمل بحياة كريمة.
وباستثناء مسيرات التكبير التي تجول الشوارع في مدينة طرابلس وتكبيرات المساجد التي تسبق الآذان، فانه ما من أجواء تسبق "الأعياد" كما في الماضي، بعدما باتت الغالبية العظمى من أبناء البلد بشكل عام ومدينة طرابلس بشكل خاص هم تحت "خط الفقر" وليس بمقدورهم تأمين لقمة العيش بسبب الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم والدجاج والمواد الغذائية، فان لم يكن بالامكان تأمين "الغذاء" كيف سينصرف المواطن الى تأمين الملابس لأفراد عائلته وهي باتت من الكماليات، الأمر الذي انعكس سلباً على أوضاع التجار الذين علقوا على موضوع "الاقفال" بعدم الاكتراث وهو ما لم يكن معهوداً في السابق، حيث كانت الأصوات تعلو مطالبة بترك الأسواق مفتوحة بهدف تصريف البضائع في المواسم والقدرة على الاستمرارية، لكن اليوم تغيرت النظرة وغدت قضية اقفال المحلات التجارية أمراً واقعاً بسبب الأزمات الاقتصادية والتي فاقمتها جائحة الكورونا.
طرابلس خالية من الزبائن
فيما مضى، كانت طرابلس ترتدي زينتها وحلتها التي تشير الى اقتراب الأعياد، فكانت الأسواق تعج بالزائرين والزبائن الذين يختارون ثياب العيد لأبنائهم، والبعض الآخر يتجول فرحاً بالأجواء التي تخيم على الأسواق، لكن اليوم، طرابلس خالية من المواطنين، والمحلات التي اتبعت أسلوب التنزيلات لم تتمكن من جذب الزبائن الذين يؤكدون “أن الأسعار مرتفعة” في حين أن التجار يشيرون الى ان البضائع تباع بأبخس الأثمان مقارنة مع سعر الدولار، لكن غاب عن ذهنهم أن الدولار غير متوفر ومن بقي في عمله حتى الساعة انما هو يتقاضى نصف راتب وبالليرة اللبنانية والتي فقدت قيمتها.
وبالرغم من الوضع المأساوي الا ان البعض من المواطنين ومعهم التجار يتساءلون عن المغزى الحقيقي من الاقفال الجزئي ولأيام معدودة ومن ثم فتح البلد واعادة اقفالها وهل في هذه الطريقة تكون الحلول الناجعة للحد من انتشار الكورونا؟، لا بل هم يشيرون الى ان الحكام في البلد لا يتعاطون بايجابية مع أوضاع الشعب الذي فقد كل قدرة شرائية ليأتي قرار الاقفال اليوم ويقضي على كل ذرة أمل بالبقاء، وبالطبع المواطن سيدفع الفاتورة المكلفة على كافة الصعد سواء الصحية ان بقي البلد مفتوحاً أو الاقتصادية ان أقفل البلد وفي الحالتين المواطن هو الخاسر الأكبر.
الحسامي
أمين عام جمعية التجار في طرابلس ورئيس رابطة الجامعيين في الشمال غسان الحسامي قال “لـ سفير الشمال”: “لم يكن ينقص القطاع التجاري المنكوب كليا سوى جائحة الكورونا التي قصمت ظهر القطاع وفاقمت أزمته الكارثية مما دفع بالعديد من المؤسسات التجارية نحو الاقفال الكلي أي الاقفال الى غير رجعة، وكجمعية تجار طرابلس تنبهنا الى خطورة الانهيار الاقتصادي منذ بداية العام الحالي وقد قمت بمسح ميداني تناول 11 موقعا في الأسواق التجارية في طرابلس، هذه المواقع تضم: طريق المئتين، شارع قاديشا، نديم الجسر، شارع جميل عدرة، اضافة الى شارع نقابة الأطباء ولماذا هذه المنطقة تحديدا؟، كوّن مؤسساتها تخضع لقانون الاستثمار ما يعني أن المحال التجارية تتكبد أعباء مرتفعة الثمن جراء ايجاراتها وأكلافها التشغيلية.
الدراسة أتممتها بتاريخ 10 شباط 2020  وقد تناولت 950 مؤسسة ومحل تجاري في تلك المواقع أقفل منها لغاية 10 شباط 270 مؤسسة مما يعني 30% لغاية تاريخه، اضافة الى تجارات كانت رائجة وستندثر بفعل الدولار كالأدوات الكهربائية ومنها التلفزيونات”.
وتابع: "بعد هذا التاريخ كانت أزمة كورونا وبالتالي تفاقمت أعداد الاقفالات واليوم تخطت النسب 35% وهذا رقم كارثي ومخيف وبتنا نراه سافرا نافرا بالعين المجردة لوحات إعلانية ملصقة على واجهات المحال “برسم البيع أو الاستثمار”، أما اليوم وعن حركة الأعياد وبكل أسف ولطالما رددنا ما قاله أبو الطيب المتنبي “عيد بأية حال عدت يا عيد” نحن نتحسر على كل السنوات السابقة وهذا العيد تحديدا”.
وأضاف: “كما كنا نعاني من أزمة طلب غريبة، اليوم بتنا نعاني من أزمة عرض وطلب نتيجة الانهيار المالي الكبير والتضخم الحاصل، لم يعد هناك قدرة شرائية والمستهلك بات يسعى وراء الأولويات فقط في ظل المداخيل القليلة في حين أن أموال التاجر محجوزة في المصارف مما يمنعه من استيراد البضائع".
وختم الحسامي: “بكل أسف ما من حركة وافدين الى المدينة. بل هي معدمة كليا، وأقول من الأقضية المجاورة سوى أعداد لا تذكر، والسوق منكوب بكل معنى الكلمة والتاجر بيته مخروب ومن يفتح أبوابه حتى الساعة إنما هو يستمر من اللحم الحي وهو سرعان ما ينتهي كونه موجع، وكجمعية تجار طرابلس الى جانب كل الجمعيات أطلقنا صرخة مدوية بتاريخ 16 حزيران وتوجهنا الى الدولة اللبنانية بالعديد من المطالب الأساسية كحوافز دفاعا عن هذا القطاع المنكوب لكن لم نلمس أي اهتمام ولم نلق آذانا صاغية باستثناء إلغاء رسوم الميكانيك، كما أننا في هذا الاجتماع الضخم في بيروت طالبنا بما يسمى بدولار تجاري أسوة بما جرى للسلة الغذائية، بهدف الحد من الانهيار الحاصل، وعشية عيد الأضحى المبارك فان مشهد الأضاحي سيغيب عن العائلات وسينعكس الأمر سلبا على الكثير من القطاعات”.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى النفط يحقق مكاسب شهرية