وهدّدت إيران مرارا بإغلاق المضيق الذي يمر عبره نحو 35 في المئة من إمدادات النفط العالمية إذا وقعت حرب مع الولايات المتحدة أو تطورت التوترات في الخليج على نحو خطير.
ويربط مضيق هرمز الخليج ببحر العرب والمحيط الهندي، ويعتبر ممرّا رئيسيا للنفط والتجارة بين الخليج ودول آسيوية.
ويقول الخبير الكويتي في مجال النفط كامل الحرمي: "أعتقد أن الطرق البديلة الحالية لصادرات النفط ليست كافية وليست عملية"، مضيفاً: "الأهم من ذلك أن هذه الطرق بعيدة عن الأسواق الرئيسية في آسيا".
وإلى جانب امدادات الخام، تمرّ عبر مضيق هرمز مواد تجارية غير نفطية بمليارات الدولارات، مما يجعل المضيق أحد أهم الطرق الملاحية في العالم.
ومن المحتمل أن يؤدي إغلاق المضيق إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط قد يدفع برميل النفط إلى عتبة 100 دولار، وإلى اضطرابات في الأسواق العالمية، إذ إن دول الخليج الست وإيران والعراق تنتج معا نحو ربع كمية الإنتاج العالمي اليومي البالغة 100 مليون برميل.
وعملت دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، على إيجاد طرق بديلة لتجنب المضيق.
فقد بنت الرياض خط أنابيب بطول 1200 كلم لنقل خمسة ملايين برميل نفط من شرقها إلى غربها حيث يمكن تحميل الخام على متن بواخر في البحر الاحمر. وتسعى المملكة منذ سنوات لأن ترتفع طاقته إلى سبعة ملايين برميل.
من جهتها، بنت الإمارات خط أنابيب بطول 406 كيلومترات من أبوظبي في الخليج إلى الفجيرة المطلّة على خليج عمان وبحر العرب على بعد نحو 70 ميلا بحريا من مضيق هرمز.
ويمكن نقل 1.6 مليون برميل من النفط في خط الأنابيب هذا إلى خزانات عملاقة في ميناء الفجيرة تستوعب 70 مليون برميل. ووقّعت أبوظبي مؤخرا عقدا لبناء محطة تخزين أخرى في الفجيرة تستوعب 42 مليون برميل.
وبنت دول خليجية أخرى مخازن أصغر حجما على أراضي دول مستهلكة مثل كوريا الجنوبية.
وبحسب المحلل أنس الحجي المقيم في هيوستن: "قدّمت السعودية نفسها على أنها ممول آمن للنفط يمكن الاعتماد عليه، لكن الهجمات تناقض هذه الصورة".
وكتب على "تويتر" أن هذه الهجمات "مؤثرة" لأنّ خط الأنابيب المستهدف بني لتفادي مضيق هرمز، إلا أنه شدّد على أن المنشآت النفطية السعودية محمية بشكل محكم وأن المهاجمين استهدفوا المنشآت البعيدة والأقل حماية.
وإذا أغلق المضيق، فستكون دول الخليج أكبر الخاسرين، لكن الأضرار ستشمل أيضا الأسواق الآسيوية وخصوصا الصين واليابان وكوريا الجنوبية التي تعتمد على صادرات الشرق الأوسط لتأمين أكثر من نصف احتياجاتها من الطاقة. وتعطّلت عمليات نقل النفط في 1984 خلال الحرب بين العراق وإيران (1980-1988) عندما تعرّضت أكثر من 500 سفينة للتدمير أو لحقت بها أضرار في "حرب الناقلات".