مخزومي: التغيير قادم والمجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان

مخزومي: التغيير قادم والمجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان
مخزومي: التغيير قادم والمجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان

كتب منصور شعبان في “الأنباء الكويتية”:

قال رئيس «حزب الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي لـ«الأنباء» عما إذا كان الحراك الشعبي يحمل في طياته الدفع نحو تكليف شخصية أخرى غير الرئيس لتأليف الحكومة أو الضغط باتجاه المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون، قال: «لا أعتقد أن ما يقوم به الناس في الشارع هدفه التصويب على شخصية معينة بذاتها، بل ان الشعب أصبح يعي أن الطبقة السياسية التي حكمت منذ 3 عقود لا يمكن أن تتحكم في البلاد والعباد بعد الآن، وشعار ثورة 17 تشرين كان «كلن يعني كلن» وقد استقالت حكومة الرئيس سعد الحريري يومها رضوخا لمطالب الثوار، فكيف من المعقول أن يرضى الناس اليوم بغير حكومة مستقلين من رأسها إلى وزرائها؟! لذا فمحاولات تسييس الحراك هدفها حرف البوصلة عن مسارها المطلبي والمعيشي كما حصل عدة مرات في السابق، لكن لا أعتقد ان هذا الأمر سينجح اليوم فالناس شبعوا وعودا ولن يخرجوا من الشارع حتى يروا تغييرا ملموسا يتمثل في تشكيل حكومة مستقلين بصلاحيات استثنائية تحمل مشروعا وبرنامجا إنقاذيا».

وردا على سؤال، قال مخزومي: «إن الأزمة الاقتصادية الحالية لم يسبق أن شهدنا مثلها من قبل، واللبنانيون يعانون على مختلف الصعد الصحية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، لذا فاللبناني اليوم لم يعد يفكر بالزعيم أو بالطائفة التي ينتمي إليها، وهذا ما شهدناه في مختلف التحركات منذ ثورة 17 تشرين. نعم، الصورة مختلفة جدا اليوم والتغيير قادم لا محالة. وكما قلت سابقا، المجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان، وهذا ما نلحظه من خلال المساعي الفرنسية المستمرة لتأليف حكومة. وبحكم علاقاتي الدولية أستطيع أن ألمس الاهتمام الجدي بأمن لبنان واستقراره، لكن طبعا لا أحد سينجح في مساعدتنا إن لم نساعد أنفسنا».

وعما إذا كان ما يحصل لا يشجع المانحين على مساعدة لبنان أكد مخزومي: «طبعا لا. ما يحصل اليوم غير مشجع أبدا ولن نحصل على أي دعم خارجي في ظل الظروف القائمة، وخير دليل على ذلك أن جميع المساعدات التي تم تقديمها للبنان عقب تفجير مرفأ بيروت تمت عبر جمعيات ومنظمات المجتمع المدني. فالمجتمع الدولي فقد الثقة بالسلطة القائمة وبقدرتها على إخراج لبنان من أزماته، لذا أدعو جميع القوى السياسية إلى وضع الخلافات جانبا وعقد مؤتمر حوار وطني يضم رؤساء الكتل والأحزاب وممثلين عن الحراك المدني، وذلك لوضع خطة فعالة وإيجاد حلول للخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، على أن يخرج المؤتمر بتوصيات تقدم للشعب والمجتمع الدولي وأن يتم تنفيذها في مدة محددة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، لا سيما أن تشكيل الحكومة والإصلاحات مطلب دولي وشرط لتقديم المساعدات الضرورية للنهوض بلبنان».

أما في موضوع التعاطي الرسمي مع وباء «كورونا»، فقد تمنى مخزومي: «لو كانت الإجراءات أكثر صرامة منذ بداية انتشار الوباء، لاسيما إثر فتح المطار، فالإقفال المتكرر من دون خطة واضحة وتنسيق بين الوزارات فاقم من الأزمة الاقتصادية ولم يكن مجديا بما فيه الكفاية لضبط عداد المصابين بالوباء، كما شهدنا الكثير من الفضائح لا سيما فيما يتعلق بالمستشفيات واللقاحات. ونتمنى اليوم أن تكون صحة المواطن هي الأولوية، وأعتقد أن الوضع سيتحسن لاسيما أن العديد من المؤسسات طلبت استيراد لقاح كورونا ومنها مؤسسة مخزومي.

وقد حصلت المؤسسة على موافقة مسبقة لاستيراد حوالي 100 ألف لقاح، إلا أن وزارة الصحة تصر على أن تمر جميع الاعتمادات المتعلقة باللقاح عبرها. لقد وعدني وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن خيرا إثر اجتماعي به لكن لا جديد حتى اللحظة فيما يتعلق بالسماح لنا باستيراد اللقاح».

وحول ما يحكى عن استمرار الأزمة اللبنانية كما هي حتى نهاية العهد الحالي وارتباطها بالوضع الإقليمي بما له من امتدادات لبنانية، قال مخزومي: «أتمنى ألا يكون ذلك صحيحا لكنني لا أرى حلولا في الأفق. وبرأيي أي رهان من الأطراف السياسية على الأوضاع الإقليمية والدولية هو رهان خاسر، وكل يوم تأخير في تشكيل الحكومة وتأخير الإصلاح يتسبب بالضرر للبنانيين وسمعة لبنان. المشاكل الإقليمية متعددة ولاشك بأن لها انعكاسات سلبية على لبنان، لكن من الضرورة بمكان عقد اتفاق لبناني – لبناني يخفف من تداعيات الأزمات الإقليمية ووطأتها الثقيلة على لبنان المنهك والمنهار».

أما بالنسبة لطرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الحياد والتدويل، فاستغرب مخزومي الحملات وردود الفعل عليها، قائلا: «برأيي لا مشكلة في الحياد الإيجابي لاسيما أن لبنان عضو في جامعة الدول العربية وحياده لا يعني التطبيع مع إسرائيل أو التخلي عن القضية الفلسطينية، وأي كلام من هذا النوع لم يصدر عن سيادة البطريرك. والجميع يعلم أن كل المشاكل اللبنانية كان يتم حلها برعاية دولية. أليست المبادرة الفرنسية تدويلا؟ وماذا عن التحرك الأوروبي والعالمي إثر تفجير مرفأ بيروت، وقبل هذا وذاك «سيدر» و«باريس» 1 و2 و3؟ فلماذا هذه الحملة اليوم على التدويل»؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”